خلف شريط تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه رجل تعليم يعنف إحدى التلميذات بمدينة خريبكة، استياء كبيرا بين أوساط متصفحي المواقع الاجتماعية، بين من يلقي اللوم على سلوك المتمدرسين، وبين من يحمل المنظومة التعليمية برمتها مسؤولية تنامي ظاهرة العنف المدرسي بالمغرب. وفي هذا الصدد اعتبر لحسن مادي، الخبير في علوم التربية، في تصريح لهسبريس، أن "التقصير في تكوين المدرسين هو أحد الأسباب البارزة في وقوع حالات العنف"، مضيفا: "المؤسسات المسؤولة عن تكوين الأساتذة لا تحرص على مواكبتهم على المستوى النفسي؛ وذلك لمعرفة الشخص نفسيا قبل أن يشرع في مزاولة مهنة التعليم". وأكد الخبير أن "عدم انتقاء الأساتذة والتعرف عليهم نفسيا من شأنه خلق مختلف المشاكل التي تعرفها المؤسسة التعليمية المغربية"، مردفا: "على الأستاذ أن يكون قادرا على التعامل مع مختلف الحالات التي تقع في القسم، وتدبير المشاحنات، وفهم الطبيعة العمرية للتلاميذ، وهو ما لا يتلقى فيه رجل التعليم تكوينا، سواء قبل أن يشرع في مزاولة العمل أو بعد ذلك". وفي السياق نفسه قال علي أيت أوشان، أستاذ التعليم العالي بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، "إن العنف التربوي له مظاهر متعددة داخل المؤسسة التعليمية، فتارة يكون لفظيا، وتارة جسديا"، وزاد أن "العنف الجسدي له تبعات نفسية خطيرة على المتمدرسين، ما يوجب المسارعة لإيجاد حلول له". واعتبر أوشان في تصريحه لهسبريس أن "المؤسسات التعليمية لازالت تعمل بطرق متجاوزة ولا تستجيب لحاجيات التلاميذ والأستاذة لأجل تفريغ طاقاتهم الخلاقة، ما يؤدي إلى المشاحنات والنفور من التمدرس من قبل التلاميذ؛ كما أن البرامج التعليمية والمقررات الدراسية جد متجاوزة، ويغلب عليها الطابع الكمي في تلقين المعرفة". وأضاف المتحدث نفسه أنه "لا يتمثل دور المؤسسة التعليمية في التلقين وتقديم الدروس فقط، بل أيضا في خلق متنفسات للتلاميذ، عبر ترسيخ "الحياة المدرسية" داخل المؤسسة، بتطوير الأنشطة الفنية، من الموسيقى، والمسرح...ما هو شبه منعدم داخل المؤسسات، ما يؤدي إلى المشاحنات، وسيادة أجواء العنف المتبادل"، مشيرا إلى ما سماه "نهاية المدرسة المغربية"، "مادامت لا تواكب تحولات المجتمع، ولا تقوم بالدور المنوط بها"، حسب تعبيره. *صحافي متدرب