كشفت القوات المسلحة الملكية المغربية عن قيامها بمناورة عسكرية، نهاية شهر مارس الماضي بجنوب مدينة الرشيدية، في الوقت الذي كان فيه التوتر في أوجه مع جبهة البوليساريو بسبب استفزازاتها المتوالية في المنطقة العازلة. وجاء في العدد الأخير من "مجلة القوات المسلحة المغربية" أن هذا التمرين العسكري الذي سُمي ب"تافيلالت 2018"، جاء في إطار التكييف العملي لوحدات المنطقة الجنوبية وتطوير التشغيل البيني وتقوية قدرات التخطيط وقيادة العمليات المشتركة. وقال الجيش المغربي إن هذا التمرين جرى ما بين 22 مارس و7 أبريل الماضي في الجنوب الشرقي، ونُظم في بيئة تحاكي الواقع، وتضمن تدريبات تكتيكية مشتركة لتبيان قوة العمل العسكري المشترك (Task-Force Interarmées). وأوردت المصدر أن هذه التدريبات العسكرية جرت بحضور الجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، بهدف وضع القوات على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن ودرء أي عدوان محتمل. وقد استعلمت المناورات إطلاق الذخيرة الحية في الليل والنهار بوحدات جوية وأرضية، إضافة إلى قوات خاصة لقيادة دفاع في المناطق الحدودية لمواجهة أي عدوان بإجراء هجمات مضادة محدودة وغارات جوية. وأوضح الجيش المغربي أن هذه التدريبات أكدت على الدرجة العالية لاحترافية قواته على جميع المستويات، بفضل كفاءة التدريب والاستعداد القتالي لجميع وحدات ومكونات القوات المسلحة الملكية المغربية. وبالإضافة إلى هذه المناورة الخاصة، احتضن مركب التدريب الخاص بالمنطقة الجنوبية بتيفنيت بجهة سوس ماسة، قبل أسابيع، تدريبات عسكرية مشتركة مع عدة دول في إطار مناورات "الأسد الإفريقي" التي تهدف إلى تبادل التقنيات والتكتيكات بين مختلف القوات المشاركة. وتأتي هذه المناورات العسكرية المغربية المتوالية في سياق تهديد المملكة أكثر من مرة بالرد على تحركات جبهة البوليساريو في الحدود الجزائرية المغربية؛ إذ أكدت الخارجية المغربية، في أكثر من مناسبة، على حرصها القاطع على الدفاع على الوحدة الترابية وعلى كافة تراب الصحراء المغربية.