في الشهر الفضيل، تغيرات كثيرة تحدث على النظام الغذائي والعادات الاستهلاكية للكبار، وينعكس ذلك على الأطفال. المتخصص في علم الاجتماع، علي الشعباني، أكد على ضرورة الانتباه للعادات الاستهلاكية للأطفال في رمضان، خاصة أن هذا الشهر الفضيل يحمل معه العديد من الاضطرابات على مستوى النوم وتغييرات على مستوى السير العادي لحياة الإنسان مقارنة مع باقي شهور السنة. وقال الشعباني في تصريح لهسبريس: "لا يجب على الآباء القطع مع البرامج العادية التي كانوا يتبعونها مع أطفالهم طيلة أيام السنة"، موضحا أن "الأطفال لا يتوجب عليهم الصيام، وبالتالي فإيقاع الحياة يجب أن يظل كما كان عليه في باقي الأيام في ما يتعلق بالساعات المحددة للأكل، وكذا النوم، ومراجعة الدروس". وأشار السوسيولوجي ذاته إلى أن الأطفال يحبون مشاركة وجبات الإفطار مع الكبار، ومنهم من لا يحب الأكل في النهار منتظراً أذان المغرب لمشاركة عائلته المائدة، ومنهم من يحب السهر، خاصة إذا كان الكبار يشاهدون الأفلام والمسلسلات والسيتكومات التي تكثر خلال هذا الشهر الفضيل. ونصح الشعباني الآباء ب"عدم الانسياق وراء هذه المغريات لإطالة فترات السهر؛ فذلك ينعكس سلبا عليهم وعلى أطفالهم، خاصة أن الأيام الأخيرة من الشهر ستكون أيام امتحانات"، محذرا من أنه "كلما وجد الطفل تسهيلات إلا وانساق وراءها، وكلما أتيحت له فرصة للتكاسل إلا فعل ذلك". ودعا الشعباني الأسر التي تقوم بتحضير وجبات الأكل في الليل لعدم توفرها على الوقت الكافي في النهار، خاصة إذا كان الأب والأم يشتغلان، إلى أن "تكون هذه الوجبات مدروسة بشكل جيد، وتُقدم للأطفال في الأوقات المخصصة للأكل، رغم صعوبة الأمر". وشرح السوسيولوجي هذا الأمر بكون "الأطفال الذين يتغذون على الوجبات السريعة، تشوبهم اضطرابات عدّة؛ لذا فالأجدر أن يكون أكلهم صحياً"، وأبدى تحسره على "ذلك الزمن الذي كانت تجتمع فيه الأسر والعائلات، إننا اليوم أمام زمن آخر فرضت فيه إكراهات متعددة". *صحافية متدربة