قدمت منظمة "أطاك المغرب"، مساء اليوم السبت بالعاصمة الرباط، كتابا وفيلما من إنتاجها يستعرضان أحداثا ووقائع من حراك الريف، والمساهمين فيه، من قيادات ونساء وشباب وتنظيمات حقوقية؛ وذلك بغرض التوثيق وصون الذاكرة للأجيال اللاحقة. الكتاب الذي عُنْوِنَ ب"حراك الريف نضال شعبي بطولي من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية" ناقش "طموح الريفيين إلى عدالة تنقذهم من براثين الفقر والعزلة، في 151 صفحة، مقسمة على 10 محاور، تطرقت إلى الخصوصيات التاريخية لمنطقة الريف، وسياق الحراك الاجتماعي والوضعية الحالية للريف؛ فضلا عن السمات العامة التي طبعت الفعل الاحتجاجي الذي تلا وفاة محسن فكري". وسرد الكتاب، في جزء منه، "معطيات ومعلومات عن قيادات الحراك، وتأثيراته القوية على المدن المغربية الأخرى التي خرجت غير ما مرة من أجل الدفاع عنه، بالإضافة إلى تِبيانِ تَفَاعُلِ المنظمات الوطنية التي تناضل من أجل العدالة الاجتماعية مع الحراك الاحتجاجي". واستعرض الكتاب، كذلك، "الدور البطولي للنساء الريفيات في مساندة ودعم الحراك، مع تطرقه إلى الصدى الدولي الذي تركه الحراك من خلال حملات التضامن التي أطلقها المهاجرون في مختلف بقاع العالم، كما تَضَمَنَ قائمة للمعتقلين والمتابعين على خلفية الحراك، مرفقة بوثيقة مطالب الحراك الشعبي". محمد المسير، عضو جمعية أطاك المغرب، قال إن "الجمعية تنظم اليوم السبت نشاطا عموميا تُقَدِمُ فيه كتابا يوثق لأحداث الريف، وشريطا سينمائيا يستعرض لحظات حاسمة من الحراك عُنْوِنَ ب"الموت ولا المذلة"". وأضاف المسير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الفيلم والكتاب من إنتاج الجمعية، وذلك من أجل متابعة حراك الريف وفك الحصار المفروض عليه على المستوى الإعلامي، وكذا مساندة العديد من المعتقلين القابعين بالسجن على خلفيته". وفي السياق ذاته عرضت الجمعية فيلم "الموت ولا المذلة"، الذي تبلغ مدته الزمنية 24 دقيقة، وبَيَّنَ من خلال لقطات مصورة وأخرى أُخذت من مواقع التواصل الاجتماعي أحداثا من حراك الريف منذ بدايته، حتى لحظة اعتقال أيقونة الحراك ناصر الزفزافي. وكشف الفيلم الذي صُور وجُمِعَ بصعوبة نظرا لتضييق السلطات، على حد تعبير القائمين عليه، مشاهد للمواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة الحسيمة عقب اعتقال الزفزافي، ولقطات أخرى تنتقد التعاطي الحكومي مع الحراك عبر تخوينه واتهامه بالعمالة للخارج. من جهته أوضح عمر الراضي، مخرج فيلم "الموت ولا المذلة"، أن "سنة 2017 تميزت بحراك الريف الذي طَبَعَ الساحة المغربية، حيث شَكَّلَ رَدُ فعل الدولة القمعي، بالنسبة لجمعية أطاك المساندة للحركات الاحتجاجية، فرصة تَفْرِضُ التتبع اللصيق لما وقع بمنطقة الريف، بما يوفر لها من الإمكانيات"، متمنيا أن يكون عمله قد ساعد المعتقلين في السجون وعائلاتهم بشكل أو بآخر. وأورد الراضي، في تصريح لهسبريس، أن "الجمعية أَنْتَجَتْ فيلم "الموت ولا المذلة" من وحي الشعار الذي طبع مسار حراك الريف، وذلك في محاولة توثيقية بسيطة في ظل ظروف التصوير الصعبة، نظرا لمناخ الرعب السائد بالمدينة"، مشيرا إلى أن "بعض اللقطات تم تصويرها بشكل سري".