قال عبد الله أُسْعيد، قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بخريبكة، إن "مجموعة من المشاكل التي يعيشها نزلاء المؤسسات السجنية يمكن حلها عن طريق التواصل الفعّال معهم، والإنصات الجيّد لهمومهم، وهي المهمة التي يستطيع موظفو السجن الاضطلاع بها على أكمل وجه، من أجل تسهيل إعادة إدماج السجناء لمرحلة ما بعد قضاء العقوبة السجنية". وأوضح أوسعيد، خلال مشاركته في ندوة تحت عنوان "إدماج النزيل الإفريقي"، جرت بقاعة الندوات داخل السجن المحلي 2 بخريبكة، أن "موظفي السجن يقضون وقتا طويلا مع نزلاء المؤسسة بصفة عامة، والسجناء الأجانب القادمين من دول جنوب الصحراء بشكل خاص؛ ما يسمح لهم بالاستماع أكثر لمشاكل النزلاء، والمساهمة الفعالة في إيجاد حلول لها". الندوة المنظمة من طرف جمعية أصدقاء إفريقيا، عشية الأربعاء، بمناسبة تنظيم النسخة الثانية من "اليوم الوطني للسجين الإفريقي"، عرفت مشاركة يونس التومي، باحث في الحكامة القضائية، الذي تطرق في كلمته لبعض المقتضيات القانونية المنظمة لعمل المؤسسات السجنية، مع الإشارة إلى عدد من الحقوق التي يتمتع بها النزلاء خلال فترة قضاء عقوباتهم السالبة للحرية. أما أحمد مومني، مدير السجن المحلي 2 بخريبكة، فقد أشار في كلمته بالمناسبة إلى أن "الأنشطة التي تنظم داخل أسوار المؤسسة تعتبر صلة وصل بين النزلاء والمجتمع المدني، خاصة إذا تعلق الأمر بندوة علمية أو حملة طبية أو نشاط رياضي، نظرا لما تتركه تلك المبادرات من أثر إيجابي لدى السجناء، باعتبارها نافذة يطلون من خلالها على العالم الخارجي، في انتظار أن ينعموا بحريتهم". نزلاء المؤسسة السجنية المنحدرون من دول جنوب الصحراء كانت لهم كلمة بالمناسبة، حيث تقدّم أحدهم بالشكر لمنظمي التظاهرة، قبل أن يشير إلى أن المغاربة حريصون على إكرام الأجانب القادمين من مختلف الدول الإفريقية، سواء داخل المؤسسات السجنية أو خارجها، منوّها في الوقت ذاته بالأمن الذي يميّز المملكة المغربية مقارنة مع دول أخرى بالقارة الإفريقية. وبعد أن أشار أحد موظفي المؤسسة السجنية، باسم كافة العاملين بها، إلى أن "الإدارة حريصة على عدم التمييز بين السجناء، خاصة على مستوى توفير ظروف متابعة الدراسة والتكوين المهني ومحاربة الأمية"، أكّدت ياسمين الحاج، رئيسة منتدى الآفاق للثقافة والتنمية، أنها بصدد تسطير برنامج حافل بالتكوينات والورشات والأنشطة المتنوعة لفائدة نزلاء المؤسسة السجنية ذاتها. وفي سياق الاحتفال بالمناسبة ذاتها، أشرفت حنان غزيل، رئيسة قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح، رفقة بعض الطبيبات والممرضات ومبصاريّ متخصص، على تنظيم حملة طبية لفائدة النزلاء، شملت فحوصات في الطب العام، وطب العيون، وقياس الضغط الدموي ونسبة السكر في الدم، وتوزيع الأدوية على المرضى. واستغل منظمو اليوم الوطني للسجين الإفريقي الفرصة لتقديم تذكار لمدير المؤسسة السجنية، وهدية أخرى لفائدة أحد الموظفين بمناسبة إحالته على التقاعد، قبل أن يتم اختتام اليوم بتنظيم مباراة في كرة القدم، شارك فيها بعض قدماء لاعبي فريق أولمبيك خريبكة وعدد من الفنانين، وبعض نزلاء المؤسسة السجنية، بحضور مجموعة من الضيوف. وقال أشرف لكنيزي، رئيس جمعية أصدقاء إفريقيا، في تصريح لهسبريس، إن "تنظيم اليوم الوطني للسجين الإفريقي يهدف بالأساس إلى توطيد العلاقات المغربية بباقي الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، من خلال الاهتمام بالنزلاء الأجانب على المستوى الطبيّ والاجتماعي والرياضي والثقافي والتربوي، والمساهمة في إعادة إدماجهم على غرار باقي النزلاء المغاربة". وسطّر المنظمون مجموعة من التوصيات، من بينها "مطالبة الشركات الخاصة المسؤولة عن التغذية في السجون بضرورة مراعاة المتطلبات الغذائية للنزلاء الأجانب"، و"توفير مختصين في علم النفس بالمؤسسات السجنية، من أجل مساعدة النزلاء على الرفع من مستوى تكوينهم، ومساعدتهم على تجاوز مشاكلهم"، و"تفعيل دور مؤسسة الوساطة بين المؤسسات والنزلاء الأجانب". ومن بين التوصيات التي خلص إليها منظمو النشاط، ضرورة "العمل على تسوية وضعية النزلاء الأفارقة لما بعد العقوبة السجنية بناء على التعليمات الملكية"، و"توفير الرعاية الاجتماعية للنزلاء من خلال تكثيف البرامج التأهيلية لهم"، و"توفير مساعدين اجتماعيين بكل مؤسسة سجنية، من أجل تيسير إعادة إدماج النزلاء، وتفادي استسلامهم للماضي وبالتالي اليأس من تغيير أحوالهم". يشار إلى أن أنشطة النسخة الثانية من اليوم الوطني للسجين الإفريقي أشرفت على تنظيمها جمعية أصدقاء إفريقيا، بشراكة مع إدارة السجن المحلي 2 بخريبكة، وجمعية لنتواصل، والجمعية المغربية لمموني ومنظمي الحفلات والتظاهرات، وأحد المبصاريين.