أولت أبرز صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الاربعاء ، اهتمامها لعدد من القضايا المحلية والدولية منها، انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الايراني ، وإحصائيات الجريمة في ألمانيا لعام 2017 ، واستطلاع للرأي باسبانيا حول نوايا التصويت. واهتمت الصحف السويسرية بالإعلان عن انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي مع ايران وإعادة فرض العقوبات على طهران. فتحت عنوان "ترامب يجر الشرق الأوسط الى المجهول"، كتبت صحيفة "لوتون" أن خطوة الرئيس الامريكي ستؤدي إلى توترات شديدة مع حلفائه الاوروبيين، وخصوصا إلى خطر دفع طهران إلى إعادة احياء برنامجها النووي. وأضافت الصحيفة أن دونالد ترامب أعلن أن لديه دليلا قاطعا عن كون التزام إيران ببرنامج نووي سلمي كان كذبة، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تجاهلت تحذيرات الحلفاء الأوروبيين الذين يخشون تصعيدا في الشرق الأوسط. وتحت عنوان "ترامب يدير ظهره لايران"، ترى صحيفة " تريبيون دو جنيف" ان الآثار المترتبة على قرار ترامب ستكون خطيرة، خاصة وأنه يتعارض مع قوى غربية أخرى تظل وفية للاتفاق مع إيران. وأشارت صحيفة "فانت كاتر اور" أن الرئيس الامريكي وعد ب "اعتماد أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية وحذر جميع الدول التي تساعد إيران في سعيها للحصول على أسلحة نووية. وحسب اليومية ، فقد مهد الرئيس ترامب، الطريق لقراره من خلال استبعاد وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، والمستشار السابق للأمن القومي،ماك ماستر اللذين كانا قد أيدا الابقاء على الاتفاق مع إيران. في السياق ذاته كتبت صحيفة (ليكو) البلجيكية أن دونالد ترامب، وبعد إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني واستئناف العقوبات على طهران على مستوى أعلى، يكون قد أعاد العلاقات الأمريكيةالإيرانية إلى سنوات الثمانينات، بعد الثورة الإيرانية. واعتبرت الجريدة أن قرار ترامب سيضعف الرئيس الإيراني حسن روحاني، مشيرة إلى أن " الانعكاسات الاقتصادية للاتفاق النووي، والتي قدرت ب 50 مليار دولار، لم تتحقق ". من جانبها، أكدت (لوسوار) أن دونالد ترامب، وبعدما قضى على الاتفاق الموقع من قبل سلفه، أكد أنه يملك " الدليل " على أن النظام الإيراني قدم حقائق مغلوطة بخصوص أنشطته النووية. وأكدت (لاليبر بلجيك) أن الرئيس الأمريكي التزم اتجاه الأوروبيين بالعمل على بحث " اتفاق جديد ومستدام لفائدة الشعب الإيراني ، حل حقيقي و دائم للبرنامج النووي " يشمل تأطير أنشطتها الباليستية ووقف دعمها للإرهاب ومراقبة أطماعها التوسعية في الشرق الأوسط. من جهتها ذكرت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية بان دونالد ترامب وصف الاتفاق بانه "الاسوأ" في التاريخ ، مشيرة الى ان تمزيقه شكل هاجس الرئيس الامريكي منذ البداية . واضافت الصحيفة ان فرنسا تريد اقناع الامريكيين بعدم خلط كل شيىء أي النووي والملف الباليستي او عدم الاستقرار الاقليمي، مشيرة الى ان دونالد ترامب يتطلع دون شك الى احتواء طهران على غرار بيونغ يانع. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) انه على الرغم من دفاع ممثلي البلدان الموقعة على الاتفاق النووي الايراني (الولاياتالمتحدة،الصين،روسيا ، فرنسا، المملكة المتحدة ، المانيا" اعلن الرئيس الامريكي الثلاثاء قراره بادارة ظهره لاتفاق 2015،مذكرة بانه خلال حملته الانتخابية وعد ترامب بتمزيق الاتفاق. واضافت الصحيفة ان الامر يتعلق بعدة اسباب منها المدة المحددة للاتفاق الذي يهدف الى منع طهران من امتلاك السلاح النووي ، وليس الحد من نفوذها، مشيرة الى ان الاتفاق لا يمنع ايران من تجريب صواريخها الباليستية ذات المدى البعيد. في المنحى ذاته انتقدت صحيفة "دوناوكورير" قرار الرئيس الامريكي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران مشيرة الى أن الرئيس الأمريكي ترامب يحطم هذه التحفة من دبلوماسية الأزمة الدولية بكل سهولة، واصفة القرار بالخطير. وأضافت اليومية إذا كان لدى زعيم البيت الأبيض على الأقل خطة ستكون أفضل مما يسمى ب"أسوأ صفقة في العالم" ، فإنه قد أخفى هذا الامر حتى الآن بنجاح. من جانبها، كتبت صحيفة "نويه اسنابروكر تسايتونغ" أن الخطأ الأسوأ الذي ارتكبه دونالد ترامب لم يكن هو السيطرة غير الكافية على المنشآت النووية الإيرانية ، ولم يكن كذلك هو التدخل غير الكافي لبرنامج الصواريخ أو تجاهل تأثير الجمهورية الإسلامية المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط ، بل إن أكبر عيب هو أن سلفه باراك أوباما تفاوض على الاتفاق. من جهة اخرى ركزت الصحف الالمانية اهتماماتها على إحصائيات الجريمة في ألمانيا لعام 2017 . وفي تعليقها على إحصائيات الجريمة، كتبت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" أنه "ليس فقط انخفاض عدد الجرائم المبلغ عنها في حد ذاته أمر سار - ولكن أيضا الاستنتاج: يمكنك القيام بشيء ما. وهذا ينطبق على الأفعال ذات الدوافع السياسية وكذلك على عمليات السطو". وحسب صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" فأنه "على مدى عقود ، أثارت السياسة الأمنية الخوف: فقد أسيء استخدام إحصائيات الجريمة للتحدث عن "انفجار الجريمة " كمبرر لغضب تشريعي لا ينتهي". وأضافت أن الأساليب السابقة لتضخيم جوانب معينة من الإحصائيات لم تعد مجدية، ومنذ يومنا هذا لم يكن الوضع الأمني معروفا منذ عام 1992. هذا ليس سببا للابتهاج ، ولكن للاعتدال ". وفي إسبانيا علقت الصحف بالخصوص على استطلاع الرأي الذي أنجزه مركز الأبحاث السوسيولوجية حول نوايا التصويت . وكتبت صحيفة ( البايس ) أن الحزب الشعبي الحاكم وكذا الحزب العمالي الاشتراكي حصلا على أسوا النتائج في استطلاع الرأي الذي قام به مركز الأبحاث السوسيولوجية منذ بداية إنجاز هذا الاستطلاع الدوري مشيرة إلى أن الحزب الشعبي حافظ رغم نتائجه الهزيلة على الصدارة بحصوله على 24 في المائة من نوايا التصويت متبوعا بالحزب الليبرالي ( سيودادانوس ) الذي حصل على 4 ر 22 في المائة . وأضافت الصحيفة أن الحزب الشعبي والحزب العمالي الاشتراكي اللذين سيطرا خلال العقود الأخيرة على المشهد السياسي في إسبانيا بدءا يفقدان أكثر فأكثر أصوات الناخبين لفائدة أحزاب وقوى سياسية جديدة . ومن جهتها قالت صحيفة ( أ بي سي ) إن الحزب الشعبي وحزب ( سيودادانوس ) " محكوم عليهما بالتفاهم " مشيرة إلى أن ألبيرت ريفيرا رئيس حزب ( سيودادانوس ) مضطر أمام الاختلالات التي يعاني منها الحزب العمالي الاشتراكي إلى الاختيار بين دعم الحزب الشعبي الذي لا يزال يقاوم أو التحالف مع اليسار الذي يسير نحو التقهقر . وبدورها أكدت صحيفة ( لاراثون ) في مقال تحت عنوان " الحزب الشعبي يقاوم تهديد ( سيودادانوس ) ويثق في الناخبين المترددين الذين تقدر نسبتهم ب 3 ر 21 في المائة " أن حزب الوسط ( سيودادانوس ) استحوذ على 5 ر 1 مليون من ناخبي الحزب الشعبي وأصبح يتموقع حاليا كثاني قوة سياسية في البلاد متقدما على الحزب العمالي الاشتراكي . أما صحيفة ( إلموندو ) فأوضحت من جانبها أن الحزب الشعبي يعول أكثر من حزب ( سيودادانوس ) على الناخبين الذين تفوق أعمارهم 65 سنة بينما يتحكم ( سيودادانوس ) في المشهد السياسي خاصة لدى الناخبين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 54 سنة كما أنه يتفوق على الحزب الشعبي في أغلب البلديات والمقاطعات التي يزيد عدد سكانها عن 2000 نسمة .