جدّد حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية، خلال اللقاء الذي عقدته مساء الاثنين الماضي الأمانة العامة لحزب "المصباح" والمكتب السياسي لحزب "الكتاب"، تأكيدهما على التعاون والتنسيق بينهما ومواصلة العمل لإنجاح التجربة الحكومية الحالية. ويعد هذا اللقاء بين الحزبين هو الثاني من نوعه، بعد لقاء تشاوري أول؛ وهو ما دفع العديد من المتابعين إلى التساؤل حول ما إن كانت هذه اللقاءات تمهد لتحالفات مستقبلية وتموقعات جديدة في أفق انتخابات 2021. في هذا السياق، كشف عبد الحميد بنخطاب، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط، أن التقارب بين هذين الحزبين "ناتج عن الثقة المتبادلة بينهما، خصوصا بعد مرور المرحلة الحكومية الأولى بدون تشنج؛ فقد تأكد للبيجيدي أن التقدم والاشتراكية حليف يمكن أن يثقوا به الآن ومستقبلا"، مشيرا أن "هذا التحالف ظرفيٌّ وليس استراتيجيا، لكون مرجعيات الحزبين متناقضة ولا تتلاقى بتاتا سواء من حيث الجوهر أم من حيث المضامين". وأوضح بنخطاب، في حديثه لهسبريس، أن "حزب التقدم والاشتراكية حزب يحتضر ولا يستطيع أن يعيش خارج التحالف الحكومي؛ لأنه لم يعد يملك شعبية تسمح له بالعيش خارج دواليب السلطة، وهذا ما يفسر التوتر بين قواعد الحزب وقياداته؛ لأن هذه الأخيرة تعتبر مسألة الدخول في تحالفات حكومية مسألة مصيرية، في حين تعتبرها القواعد خذلانا وتراجعا عن مرجعيات الحزب". وأضاف أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط أن "تمسك البيجيدي بالتقدم والاشتراكية يعطيه مشروعية في سياساته النيولبرالية التي يتبعها؛ فعندما تدخل معك أحزاب يسارية تعطي صورة للمواكنين أنها معك للدفاع عن الطبقات الفقيرة داخل الحكومة"، مسجلا أن "التقدم والاشتراكية يُطبّع مع سياسات نيوليبرالية تتناقض تماما مع مرجعيته السياسية التي تدافع وتنادي بالمساواة والعدالة الاجتماعية". من جهة أخرى، استبعد بنخطاب فشل التحالف الحكومي الحالي، قائلا: "لا أتوقع حدوث أي اصطدام قوي بين الحلفاء الحكوميين، بالعكس سيستمر وربما قد يتطور فيما بعد، على اعتبار أن السياسات الماكرو اقتصادية المهمة بالبلد التي من شأنها أن تخلق مشاكل مستمرة، ولا يتحكم بها البيجيدي أو أي حزب آخر". وعن إمكانية رؤية تحالفات جديدة في المستقبل القريب بين أحزاب أخرى كحزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة، خصوصا إن تنحى إلياس العماري من على رأس هذا الأخير، قال بنخطاب إن "البام بدأ مشروعه من أساسه لمناهضة الإيديولوجية السياسية لحزب العدالة والتنمية؛ غير أنه من الممكن أن نرى تحالفا بينهما في المستقبل، لأن التحالفات بالمغرب عبارة عن اصطفافات مرحلية خاضعة للراهن السياسي أكثر منها للمعايير السياسية". وحول توقعاته للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أكد أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط أن "حزب التجمع الوطني للأحرار أصبح معادلة قوية، رجال الأعمال والفاعلون السياسيون يتقاطرون عليه، ويستعد بهيكلة داخلية ومحاولة بناء مشروع سياسي في أفق اكتساح انتخابات 2021، وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل يمكن أن نرى الحزب يقود الحكومة المقبلة والبيجيدي سيصير حزبا عاديا مثل باقي الأحزاب بعد أن بدأ يفقد شيئا فشيئا بريقه لدى القواعد الشعبية والناخبين". *صحافي متدرب