وصل سفيان العلام عامه السادس من الاستقرار في البحرين فاعلا في مجال الفندقة؛ وبذلك راكم أكثر من 16 سنة من الاشتغال ضمن قطاع الضيافة بمنطقة الخليج العربي. المغربي ذاته، العابر مهنيا بين الإمارات العربية المتحدةوالبحرين، يقترن اسمه حاليا ب"ريتز كارلتن" في المنامة، المنشأة السياحية الفخمة التي تفاخر بأدائها مجموعة "ماريوت" العالمية. اقتراح إماراتي ينتمي سفيان العلام أصلا إلى قلعة السراغنة، لكن سنين عمره مضت في المغرب بين مدينتي الدارالبيضاء وسطات، أما تكوينه في الفندقة يربطه ب"مدينة البوغاز" طنجة. تخرج العلام من المعهد العالي للسياحة، بعد 4 سنوات من التكوين الأكاديمي، ليشق مساره في هذا الميدان بمنشآت وسط الوطن الأم، قبل أن ينتقل بلا سابق تخطيط نحو تجربة دولية. "أحد مدرائي، تحديدا في فندق سفير بالدارالبيضاء، كان له صديق إماراتي يبحث عن أطر ضيافة مغربية، فما كان له إلا أن رشحني اعتمادا على ما رصده من أدائي، ومن جهتي قبلت بالتغيير"، يتذكر سفيان. إثبات الذات يرى الخبير الفندقي نفسه أن الهجرة لم تكن بين انشغالاته أبدا، وحين شرع فيها كان بين تحديين، أولهما يرتبط بالاندماج في الإمارات على المستوى الشخصي، والثاني اتسم بالمهنية لإثبات الذات وسط مختصين من جنسيات عديدة. ويضيف العلام: "الخليجيون قلائل في ميدان الفندقة؛ لذلك كان الرهان مرفوعا أمام وافدين على هذا البلد الخليجي من كل قارات العالم، وقد استفدت من إصراري الخاص بي لإبراز التكوين القوي الذي يوفره بلدي للفاعلين في هذا التخصص المهني". يكشف سفيان أن صعوبات اعترضته في البداية، أبرزها إيلاء الأولوية لجنسيات أقرب إلى الخليج من المغرب، ما يضع مواطنين من مصر وسوريا ولبنان والأردن كخيار أول، ويزيد: "يسهم في هذا البون تكويننا الفرنكفوني، بينما إبراز الكفاءة يعيد الأمور إلى نصابها". تجارب متعاقبة اشتغل العلام في فنادق عديدة بالإمارات، جامعا تجربة تلو أخرى بثلة من مؤسسات الضيافة بالبلاد، آخرها فندق "أطلنتيس" في دبي الذي يصنف الأكبر من نوعه على مستوى الخليج برمّته، بمجموع 1540 غرفة. يلتزم سفيان بالعمل في "ريتز كارلتن" البحرين، وهو الأبرز في هذا البلد باحتضانه كل المواعيد الرسمية التي تبرمجها حكومة المنامة، وبه يتموقع العلام مسؤولا تنفيذيا عن العمليات والتسويق. اشتغال المتخصص المغربي في الضيافة يتم على شقين، بتعامل مع ملاك الفندق ثم الشركة المسيرة لهذه المعلمة السياحية الضخمة، ضابطا لإيقاع سير التسويق مع العمليات التي تطاله، بالأساس، إضافة إلى العلاقات العامة والبروتوكول. إلى الوطن يقارن سفيان العلام ما وصل إليه مع نظيره لدفعته المتخرجة من المعهد العالي للسياحة في الوطن الأم، ثم يعلن رضاه على ما حقق في مساره المهني الممتد بين ثلاثة بلدان، ويشدد على أنه أخذ القرارات المناسبة في الأوقات الملائمة. ويستدرك "ابن قلعة السراغنة" قائلا: "لكل طريقته في مواجهة التحديات، ومن منظوري الشخصي أرى أنني أراكم الخبرات في انتظار العودة إلى أرض الوطن مع اقتراب زمن افتتاح فنادق Marriott International في المغرب". العلام يعتبر أن افتتاح 10 فنادق بالمملكة من طرف المجموعة العالمية التي يعمل لحسابها في البحرين سيكون إضافة نوعية للبنية السياحية، ويحذوه طموح قوي للمساهمة في الرفع من مردود هذه الخطوة المنتظرة. عصارة مهاجر المقبلون على الهجرة مطالبون بالانضباط والتزام خدمة للأهداف الشخصية المحددة مسبقا، وفق سفيان؛ وذلك بعد استنفاد كل محاولة لاستغلال الفرص المتاحة على أرض المملكة. من جهة أخرى، يعتبر العلام أن التمكن من مستوى دراسي عال لا يكفي الشباب إذا غاب عنهم التحلي بالثقة في قدراتهم، خاصة أن التكوين في المغرب لا يختلف كثيرا عما هو متوفر خارجه. "الأشخاص هم المنوط بهم إحداث الفرق، وهذا ما يكرسه رصد تشابه في التكوينات مع تباين في الإنجازات. ولا أستثني في هذا الباب وجوب إعطاء صورة مشرقة للمغرب في دول استقبال المهاجرين، لأن ذلك يذكي الإقبال على آخرين من المملكة"، يختم سفيان العلام.