عبأت المكاتب الإقليمية للنقابات العمالية بوزان منخرطيها، على غرار باقي المدن، لاستقبال العيد الأممي للشغالين، واتخذت تدابير احترازية موسعة لإنجاح المحطة الاحتفالية. ورغم ذلك، فقد بدا لافتا غياب التنسيق والتشرذم في صفوف المكاتب الإقليمية للنقابات ب"دار الضمانة" في احتفالات العمال بعيدهم الأممي. وعمد مكتب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوزان إلى خوض وقفة احتجاجية رمزية أمام مقر المكتب الإقليمي، بينما ارتأى مسؤولو الاتحاد المغربي للشغل بالإقليم ذاته الخروج في مسيرة احتجاجية وسط الشارع الرئيس للمدينة، مكرسين بذلك وضع التشرذم والتفرقة الذي يسود ويطبع الشأن النقابي بالإقليم الجبلي، كما بدا جليا غياب مكاتب نقابية إقليمية أخرى، على رأسها "FDT" و"UGTM" ونقابة حزب العدالة والتنمية "UNTM". وخرج عشرات النقابيين عن الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة وزان، اليوم الثلاثاء، في وقفة غاضبة أمام مقر المكتب الإقليمي، بمناسبة عيد العمال الذي يصادف الفاتح من ماي من كل سنة، للاحتجاج على الأوضاع المزرية التي يعيشها عمال عدد من القطاعات، سواء العمومية أو الخصوصية، "نتيجة السياسات التفقيرية وانتهاك الحقوق الشغلية"، وفق ما جاهرت به أصوات المحتجين. وصدحت حناجر المشاركين في الوقفة بشعارات منددة بالسياسات الحكومية التي تهدد الاستقرار المعيشي، من قبيل "عليك لامان عليك لامان لا عثماني لا بنكيران"، وأخرى تؤكد على تكافؤ الفرص في مجال التعليم، مثل "واك واك على شوهة المدرسة مسختوها"، وغيرها من الشعارات. كما شمل تخليد اليوم العالمي للشغل مسيرة المكتب الإقليمي للاتحاد المغربي للشغل بوزان، الذي اختار مكانا منزويا بالقرب من محطة سيارات الأجرة الصغيرة، بينما انتشرت عناصر الأمن والقوات العمومية بمختلف النقاط الحساسة والمدارات قصد تنظيم وتسهيل مرور أفواج المحتجين، تفاديا لأي انفلات أو أحداث يمكن أن تؤثر أو تعرقل احتفالات العمال بوزان. في مقابل الظهور "الباهت"، رافقت تعليقات ساخرة احتفالات العمال باليوم العالمي بوزان، وانبرى معلقون إلى التهكم والسخرية من الموعد. إلياس غازي، رجل تعليم، قال في تدوينة على جداره ب"فيسبوك": "عندما يصبح اليوم العالمي للكداح محطة احتفالية، فاعلم أن مفهوم النضال قد اغتصب جهارا وفي العراء"، وفق تعبيره. معلق آخر من بين الحضور اختار السخرية من قلة الجموع والمحتجين في صفوف النقابات العمالية، قائلا: "البوليس أكثر من المحتجين"، قبل أن يزيد أن "إكرام الميت دفنه"، في إشارة واضحة إلى "اندحار وموت النقابات"، على حد قوله.