خرج عشرات النقابيين عن الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة وزان، اليوم الاثنين، في مسيرة غاضبة بمناسبة عيد العمال الذي يصادف الفاتح من ماي من كل سنة، للاحتجاج على الأوضاع المزرية التي يعيشها عمال عدد من القطاعات، سواء العمومية أو الخصوصية، نتيجة السياسات التفقيرية وانتهاك الحقوق الشغلية. وهي المسيرة التي انطلقت من مقر النقابة مرورا بمقر المنطقة الإقليمية للأمن وصولا إلى معلمة "المكانة" بشارع محمد الخامس. وصدحت أصوات المشاركين في المسيرة بشعارات منددة بالسياسات الحكومية التي تهدد الاستقرار المعيشي، من قبيل "عليك لامان عليك لامان لا عثماني لا بنكيران "، وأخرى تؤكد على تكافؤ الفرص في مجال التعليم، مثل "واك واك على شوهة المدرسة مسختوها"، وأخرى منددة بالحكرة التي تعيشها الطبقة العاملة، من قبيل "محسن فكري ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، وغيرها من الشعارات؛ وذلك وسط حضور أمني مكثف. محمد القيطوني، كاتب الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوزان، قال إن "صعوبات جمة تواجه العمل النقابي داخل أسوار دار الضمانة"، مشيرا إلى "المنع الذي طال تعليق لافتة بمقر نقابة الكونفدرالية الشهر الماضي، تدعو إلى إصلاح المدرسة العمومية"، معتبرا الأمر "تضييقا على حرية العمل النقابي بالمدينة". وأكد القيطوني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الشغيلة المغربية تخلد ذكرى فاتح ماي "في ظروف أسوأ مما كانت عليه في العام الماضي"، مستحضرا الولادة العسيرة للحكومة الحالية بعد فترة "بلوكاج"، وأضاف أن "الشغيلة لا تنتظر الكثير من هذه الحكومة وغير متفائلة بتشكيلها ولا بمستقبل الطبقة العاملة"، وفق تعبيره. وأرجع النقابي ذاته تراجع انخراط الشغيلة في العمل النقابي إلى "السياسات المتعاقبة للحكومات الرامية إلى الإجهاز على العمل النقابي"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "ليس في صالح المغرب، حكومة وطبقة شغيلة"، مبرزا أن دور النقابة "كان وسيظل تأطير العمال بما يضمن حقوقهم والمساهمة في تنمية البلاد"، وزاد: "العمل النقابي بدار الضمانة يطبعه التشرذم بعد أن كانت الوحدة تسوده وتفرقت بالنقابات السبل ولم نعد نقوى حتى على تنظيم مسيرة موحدة ومشتركة"، مرجعا الأمر إلى ما هو ذاتي وما هو وطني ومركزي. وجوابا على سؤال لهسبريس بخصوص نوعية الشعارات المرفوعة بالمسيرة، قال القيطوني: "إن تنوعها ينبني على المرجعية التقدمية الجماهيرية للمنظمة الشعبية المستقلة التي ستظل ملتصقة بهموم الجماهير الشعبية والشغيلة، وهذا يعني أن رؤيتها للإصلاح تستوجب ضرورة تبنيها لفكر سياسي محدد".