بعد سبعة أشهر، بدأت تتجلى للرأي العام الأيادي التي تحرك حركة 20 فبراير، والتنظيمات التي تقف من ورائها، فمن الواضح أن هذه الحركة لم تكن تفصح عن مؤطريها، ولا تكاد تبين عن الخلفيات التي تقف وراءها. وكانت تكتفي بالقول بأن مطالبها هي مطالب الشعب المغربي. وإن هذا لهو عين العقل، فالصحة والسكن ومحاربة الفساد...مطالب الشعب المغربي. لكن الزمن كشاف كما يقال، فبعد شهور اتضح للرأي العام أن العدل والإحسان واليسار المتطرف وراء جميع الوقفات الاحتجاجية التي نظمت باسم حركة 20 فبراير. والجميع يعلم موقف العدل والإحسان والنهج من النظام القائم. إن الشعب المغربي وأنا واحد منه ،وأمي وأبي ،وقبيلتي وعشيرتي،جميعهم من هذا الوطن الذي يخطو خطواته نحو التحديث بثبات، ويتخلص من المفسدين والحاقدين بنجاح، دون إراقة للدم، ولا رصاصة في الصدر. فالشعب المغربي يتكون من 34 مليون نسمة، ومن حق كل مغربي أن يتساءل من أعطى لهذه الحركة الحق في تمثيل مطالبه أمام الرأي العام؟ ومن حق المغربي، أيضا، أن يعبر عن رأيه ،لا عن رأي غيره، فمن يريد أن يقول لأي مسؤول "ديكاج" أو لغيره، فهذا من حقه ولا ريب ، لكن ليس باسم الشعب، فالشعب فيه من يريد ذلك المسؤول أو غيره، وفيه من لا يريد حركة 20 فبراير، وفي الشعب أيضا من لا يريد المسؤول و يريد حركة 20 فبراير، فهذا المسؤول أو ذاك نبيا ولا قديسا، والحركة ليست رسولا. وفي الشعب من لا يريد لا هذا ولا ذاك، ومن يريد كل شيء أيضا موجود في هذا الشعب. إن الحرية هي أن أقول ما أريد أنا باسمي أنا، لا باسم غيري، و أقول ما أريد أنا ومن معي في نفس التنظيم، لا باسم التنظيمات الأخرى التي تخالفني الرأي، والحرية ترفض التبني، فالشعب حين أراد الاستقلال، خرج عن بكرة أبيه، وأتعب الفرنسيين في تحقيق مصالحهم بالمغرب. واليوم يحق لي أن أقول للحركة، بل للجماعة والنهج على وجه التحديد، و بكل صراحة ووضوح، أين الفلاح الذي يحمي العرش في مشروعكم ؟ أين الموظف الذي يبني الدولة الحديثة في خطاباتكم ؟ أين الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني من حركتهم المباركة. أين "'مليون مغربي....؟ أقول حركة مباركة لأنها ساهمت في تعجيل وتيرة الإصلاح، وهذا أمر لا ينكره إلا جاحد، لكن الإصلاح انطلق منذ 9 مارس 2011، وتراجعت وقفات الحركة بنسبة ستين في المائة، بسبب الأحداث السريعة والمتطورة، والتي تجسدت في تشكل لجنة ملكية لتعديل الدستور، وتقديم الأحزاب والنقابات لمقترحاتهم أمام اللجنة المكلفة بتعديل الدستور، ثم الجمعيات الحقوقية والمنظمات الاقتصادية قدموا اقتراحاتهم إلى جانب المجتمع المدني أيضا أمام اللجنة، وفي يونيو عرضت الوثيقة الجديدة للدستور وصوت عليها الشعب ب 98 في المائة في فاتح يوليوز2011، وستجرى انتخابات في 25نونبر2011... ولن يبقى من مطالب حركة 20 فبراير إلى المطالب الخفية للعدل والإحسان وللنهج الديمقراطي. المتمثلة في الثورة أو القومة . وهي مطالب طالب بها المعنيان بالأمر منذ عقود، و أتبث الشعب والعرش تلاحمهما، كما أثبث الزمن أن في هذه المملكة المغربية، المحفوظة بالقرآن، والحافظة للقرآن، وللثورات والأناجيل. لا ثورة ولا قومة. لكن هناك فئة مفسدة تحول بين العرش والشعب....فئة خطيرة....لوبي فاسد....شبكة متآمرة على الملك والشعب....ينهبون....ويكذبون...ويلحسون يد الملك....ويلحسون الملك ويلحسون.....لتبنى لهم القصور في أمريكا شيكا بيكا ....والعمارات في أوربا الساحرة....ونبقى نحن في أحياء الصفيح ..سبعة في البيت...والباقي في الشارع ...يا له من وطن ..يا له من وطن.... *باحث في الشؤون السياسية والدينية