تَحسّر الإطار الوطني حسن مومن على الحالة التي صار عليها "التكوين في مجال كرة القدم" مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل 20 سنة فما فوق؛ وذلك على الرّغم من الطفرة النوعية التي عرفتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مستوى الموارد المالية، منذ مطلع الألفية الجديدة. وعاد مومن في حديث مع "هسبورت" إلى تفاصيل عديدة تؤكد جودة التكوين التي كانت في مرحلة سابقة، منطلقا من العدد الكبير من اللاعبين الذين كانوا يصدّرون إلى أوروبا بعد الانطلاق من الدوري المغربي، في وقت بات أبرز اللاعبين المحليين، في الوقت الحالي، يطرقون أبواب الخليج العربي، بدل فرض مكانتهم داخل أعتد الأندية في "القارة العجوز". وعقد المصدر ذاته، الذي اشتغل في ميدان التدريب والتكوين والإدارة التقنية، وكان ناخبا وطنيا ضمن "التركيبة الرباعية"، مقارنة تهم عددا من لاعبي الفريق الوطني الأول المنتسبين إلى الأندية المحلية، اليوم، وما كان عليه الحال قبل 20 سنة، مضيفا: "جهود الكرة المحلية تذهب سدى..بتنا عاجزين عن تكوين لاعبين قادرين على تمثيل المنتخب الأول والاحتراف في أوروبا". وأسقط مومن، الذي اشتغل في الإدارة التقنية لنادي الفتح الرياضي 4 سنوات، الوضعية العامة للكرة المغربية على ما تعيشه الفئات السنية للمنتخب، التي تعوّدت على طعم الإخفاق والفشل، منتقدا السياسة والإستراتيجية المعتمدة داخل المنتخبات، وتكلم بحرقة قائلا: "كنت شاهدا على أجيال جرى الدم في عروقها عبر تنظيم معسكرات طويلة، يتم خلالها العمل بشكل جد احترافي على مستوى العصب في مرحلة أولى قبل تشكيل فريق وطني للشباب على سبيل المثال، تحت تأطير مدربين مختصين ومكونين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذا ما نفتقده اليوم كذلك". ورغم إدراجه ضمن برنامج المدراء التقنيين في الأندية، الذين يتم تعيينهم من طرف الإدارة التقنية الوطنية بشراكة مع جامعة الكرة، إذ يشتغل منذ سنوات مع فريق النادي القنيطري، إلا أن مومن أكد عدم رضاه عن مجموعة من الأمور التي تجري داخل الإدارة التقنية الوطنية، إن على مستوى تكوين اللاعبين أو تكوين المدربين والأطر التي ستتكفّل بصقل مواهب الجيل الصاعد. وأكّد المتحدث ذاته أن الأندية المغربية تفتقر إلى مدارس للتكوين أو أكاديميات جدية، "باستثناء فريق أو فريقين على أكثر تقدير، منهما الفتح الرياضي؛ ما يضعف حظوظ الكرة الوطنية في التطور مستقبلا وتوسيع قاعدة الجودة والممارسة"، وفق تعبيره. وانتقد مومن أيضا سياسة الأندية المعتمدة على اللاعب "الجاهز"، والضغط المسلّط على المدربين من قبل المكاتب المسيرة، مردفا: "هناك ناد واحد فقط يتوج بالدوري، والثلاثة الأولى تشارك خارجيا؛ إذن فهناك مساحة كبيرة ليجتهد المدربون وفق إستراتيجية عمل تنعكس إيجابا على الفريق ككل والكرة الوطنية، عبر إدماج لاعبين شباب في الفريق الأول؛ وها هو الفتح اليوم يحصد ثمار ما وضعه من برامج منذ سنة 2008". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com