اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوربا الغربية بالعديد من الملفات والقضايا من بينها على الخصوص إدانة صلاح عبد السلام ورفيقه سفيان عياري ب20 سنة سجنا في إطار قضية إطلاق نار على شرطيين بالعاصمة البلجيكية بالإضافة إلى تداعيات قضية الانفصال في جهة كتالونيا وتأثيراتها على مختلف مناحي الحياة إلى جانب ميلاد طفل جديد للأميرة كاتي ميدلتون والأمير ويليام ببريطانيا فضلا عن زيارتي كل من الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية للولايات المتحدة وكذا حصر رئيس الجمهورية الإيطالي فرص تشكيل الحكومة الجديدة بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي. ففي بلجيكا تناولت الصحف إدانة صلاح عبد السلام ورفيقه سفيان عياري أمس الاثنين ب 20 سنة سجنا من أجل محاولة القتل ذات الطابع الإرهابي وحيازة أسلحة نارية في إطار قضية إطلاق نار على شرطيين في 15 مارس 2016 بالعاصمة البلجيكية، في علاقة مع اعتداءات سان دوني وباريس في 2015 والتي خلفت 130 قتيل. وكتبت صحيفة (لوسوار) على عمودها أن محاكمة صلاح عبد السلام الناجي الوحيد ضمن انتحاريي اعتداءات باريس الذي يوجد الآن رهن الاعتقال بباريس، لم تفشل في مهمتها، حتى لو كان الامر بشكل محدود، من خلال تحديد التهم التي تم تحميلها للشخصين، كجزء من حقيقة منفصلة عن الأحداث الرئيسية التي ترتبط بها. ومن جهتها، أشارت صحيفة (ليكو) في مقال تحت عنوان " دروس محاكمة عبد السلام " إلى أن هذا الأخير أصبح اليوم خطرا على القضاة الذي أكدوا أن " صمت عبد السلام باستثناء تصريحاته التي أدلى بها في الجلسة، يبعث على الخوف من أن هذا الأخير قد يكون مقتنعا بما قام به أو أنه أدخل نفسه في دائرة الصمت". وأكدت (لاليبر بلجيك) أن المحكمة رفضت الحجج التي قدمها سفين ماري محامي صلاح عبد السلام الذي أثار خرقا لقانون 1935 حول استعمال اللغات أمام القضاء. وفي إسبانيا واصلت الصحف اهتمامها بالتحديات التي تطرحها قضية الانفصال في جهة كتالونيا وتأثيراتها على مختلف المستويات . وترى صحيفة ( البايس ) أن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي مصمم على الحفاظ على مواصلة تفعيل الفصل 155 من الدستور المعمول به في كتالونيا من أجل استعادة النظام الدستوري بعد الإعلان الأحادي الجانب وغير القانوني عن استقلال هذه الجهة من طرف البرلمان الجهوي خلال شهر أكتوبر 2017 . وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر حكومية إن ماريبانو راخوي مصمم سواء في حالة تشكيل الحكومة المحلية للإقليم خلال شهر ماي المقبل أو الذهاب إلى انتخابات جديدة في شهر يوليوز على مواصلة تفعيل هذه المادة من الدستور دون تغيير في معايير تنفيذها خاصة بالنسبة للتدبير اليومي للخدمات . ومن جهتها تحدثت صحيفة ( لاراثون ) عن التحقيقات الجارية ضد تسعة أساتذة يشتغلون بإحدى المدارس ببرشلونة الذين يشتبه في أنهم قاموا ب " إذلال والتضييق على أطفال " هم أبناء بعض أفراد الحرس المدني وذلك في أعقاب الاستفتاء غير القانوني حول الاستقلال للفاتح من أكتوبر من العام الماضي . وأوضحت الصحيفة أن من بين الجمل والكلمات القدحية التي تفوه بها هؤلاء الأساتذة في حق الأطفال أبناء بعض أفراد الحرس المدني داخل الفصل أن " ضباط الشرطة والحرس المدني هم حيوانات وبهائم لا تعرف إلا توجيه الضربات .. كما أنها تشبه الكلاب المسعورة " . ومن جانبها تطرقت صحيفة ( إلموندو ) إلى نفس الموضوع من خلال تأكيدها أن الأساتذة المتابعين في هذه القضية تعمدوا الإساءة إلى أبناء عناصر الشرطة والحرس المدني ومن بين الأساليب التي اعتمدوها لمعاقبة هؤلاء الأطفال منحهم نقطا ضعيفة ومتدنية بعد الأحداث التي واكبت عملية الاستفتاء غير الشرعي. أما في بريطانيا فركزت الصحف الصادرة اليوم على ولادة الطفل الثالث للأميرة كاتي ميدلتون والأمير ويليام بالإضافة إلى مناقشات مجلس اللوردات حول مشروع القانون الذي قدمته حكومة تيريزا ماي حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ( بريكسيت ) . ونشرت صحيفة ( دايلي تلغراف ) في صفحتها الأولى صورة للأميرة كاتي ميديلتون ومولودها الجديد برفقة الأمير ويليام مشيرة إلى أن المولود الجديد يحتل الترتيب الخامس في تسلسل العرش البريطاني. ونقلت الصحيفة عن بيان للإقامة الرسمية للأميرين أن الإسم الذي تم اختياره لهذا المولود الجديد الذي يزن 8 ر 3 كلغ سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب. ومن جهتها، أكدت صحيفة ( دي صن ) أن الرضيع هو السادس في ترتيب الأحفاد للملكة إليزابيت الثانية والخامس في ترتيب العرش البريطاني بعد جده الأمير شارل ووالده الأمير ويليام بالإضافة إلى أخيه الأكبر وأخته. أما صحيفة ( الغارديان ) فتطرقت إلى الانتكاسة الجديدة التي تعرضت لها الحكومة البريطانية بعد تصويت مجلس اللوردات ضد تعديل ساندته المعارضة يروم الحفاظ على ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في قانون المملكة المتحدة . ونقلت الصحيفة عن اللورد بانيك أن استبعاد عدد من الحقوق الأوروبية من التشريع الوطني البريطاني سيؤدي إلى عدم اليقين والارتباك بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن اللورد براون يعتقد من جهته أن الحفاظ على الميثاق في القانون البريطاني سيكون " أسوأ من أي شيء آخر ". وأضافت الصحيفة أن زعيم الديمقراطيين الليبراليين يؤكد أن استمرار إعمال الميثاق " سيظهر لبقية العالم أننا ما زلنا ملتزمين بأعلى معايير حقوق الإنسان والمبادئ التي حددها الميثاق " . وكان مجلس اللوردات قد صوت بالفعل لصالح تعديل يطرح تساؤلات حول خطة الحكومة البريطانية لمغادرة الاتحاد الجمركي في حين جددت الحكومة نيتها في مغادرة هذا الاتحاد من أجل التوقيع على اتفاقيات تجارية جديدة . وفي ألمانيا ركزت الصحف تعليقاتها على زيارتي كل من الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية للولايات المتحدة. وأبرزت صحيفة "هانوفر الغماينه تسايتونغ" الظروف المختلفة التي تطبع زيارتي ماكرون وميركل للولايات المتحدة، مشيرة الى أن "دونالد ترامب هو المضيف الأمثل لرئيس دولة فرنسا ايمانويل ماكرون ، وللمرة الأولى في فترة ولايته ، يخصص الرئيس الأمريكي لضيفه حفل استقبال رسمي، باعثا إشارة الى جميع أنحاء العالم على استبدال التحالف الوثيق بين باراك أوباما وأنغيلا ميركل بشبكة بين واشنطنوباريس. ومن جانبها، كتبت صحيفة "لاييتسيغر فولكستسايتونغ" أن "ترامب يجد في ماكرون زميلا غربيا يظهر على الأقل استعدادا معينا للتكيف مع أسلوبه وتفضيلاته. وبدلا من أن يملي عليه الظروف التي يمكن التعاون في ظلها ، قام الرئيس الفرنسي ببسط أذرعه منذ البداية ، بما في ذلك العروض والضربات العسكرية". وسجلت الصحيفة أنه لا ينبغي التقليل من أوجه التشابه بينهما إذ كلاهما يتعرضان لضغط داخلي هائل، وكلاهما يميلان إلى اظهار قوتهما بشكل كبير. ومن جانبها ، ترى صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" أنه على الرغم من كل الجهود والتقارب المزعوم ، فشل ماكرون حتى الآن في إقناع ترامب بالعودة إلى اتفاق باريس حول المناخ، مؤكدة انه إذا لم يكن هناك حل دائم وعقلاني في النزاع التجاري والصراع النووي مع إيران ، فعندئذ ستشهد العلاقة الأوروبية-الأمريكية توترا كبيرا. أما بالنسبة لصحيفة "هاندلس بلات" فان الامر لا يتعلق فقط بكيفية منع الرئيس من إنهاء الاتفاق النووي مع إيران، إذ أن عمل جيل كامل من الدبلوماسيين جلب على الأقل بعض الاستقرار والقدرة على التوقع في علاقة الغرب بإيران، منبهة الى أن آخر ما يحتاجه الغرب هو ، إلى جانب سوريا، بؤرة تصعيد ثانية في الشرق الأوسط. وبإيطاليا ، تمحورت تعاليق الصحف بحصر رئيس الجمهورية فرص تشكيل الحكومة الجديدة بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي. وكتبت صحيفة ( لاريبوبليكا ) في مقال بعنوان "مشاورات الفرصة الأخيرة.. تثير استياء ساليفيني "، أن رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، كلف أمس الاثنين، رئيس مجلس النواب روبيرتو فيكو ، ببحث فرص تشكيل ائتلاف حكومي بين حركة خمس نجوم و الحزب الديمقراطي في ظرف يومين، وتم استبعاد تحالف اليمين لطرحه شروط تعجيزية. واعتبرت اليومية أن " أجواء التوثر بين القوى السياسية يجعل من غير الممكن تشكيل حكومة تضم جميع الأحزاب الكبرى، ( حركة خمس نجوم و رابطة الشمال وفورتسا إيطاليا ). وأشارت إلى أن المهمة الاستكشافية المحصورة في محور خمس نجوم والحزب الديمقراطي تثير غضب زعيم رابطة الشمال ماثيو سالفيني الذي فاز حزبه أمس الاثنين في انتخابات رئاسة إقليم موليزي ، ليخسر بذلك رهان الانفراد برئاسة الحكومة المقبلة. وبالنسبة لصحيفة (لاستامبا) فإن رئيس الجمهورية اتخذ هذا القرار بعد فشل فرضية تشكيل حكومة يمين الوسط بالشكل الذي حددته رئيسة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي". وأشارت إلى أن البعض يعتبر أن الشروط التي طرحها ماتيو سالفيني على طاولة النقاش كزعيم للرابطة لتشكيل الحكومة "مبالغ فيها". ومن جهتها أكدت صحيفة (كوريري ديلا سير) أنه يتبين من خلال الشروط التي يتمسك بها سالفيني أنه "لا يريد تحمل مسؤولية الحكومة ، إذ يفضل البقاء في المعارضة لصالح حلفائه ، بدلا من المضي قدما في مساعي تشكيل الحكومة من أجل مصلحة الإيطاليين". وذكرت ان رئيس مجلس النواب المكلف بالتوفيق بين الحزب الديمقراطي وحركة خمس نجوم باشر العمل على الفور امس من أجل القيام بالمهمة المنوطة به التي سترتكز أساسا على الاتفاق بشأن المواضيع و البرنامج السياسي الذي يخدم مصلحة البلاد. وفي فرنسا اهتمت الصحف بمواصلة الاضراب بالشركة الوطنية للسكك الحديدية، وبقضية الهجرة. وبخصوص الموضوع الاول كتبت صحيفة (ليبراسيون) انه فيما تعرف المفاوضات مع الحكومة تعثرا فان الموجة الخامسة من تعبئة السككين،كانت اضعف من سابقاتها، مشيرة الى ان المسألة المالية بدأت تفرض نفسها . واضافت الصحيفة ان تقاطع ايام الاضراب المبرمجة بالشركة الوطنية للسكك الحديدية واير فرانس انتهت بتزامن اضراب الناقلين يومي الاثنين والثلاثاء وهو ما يؤدي ايضا الى تحرك نقابات الفندقيين، مشيرة الى ان قطاع الفندقة بدأ يقلق بشأن ايام العطل خلال شهر ماي وحجوزات الصيف التي يمكن ان تتأثر بهذا الاضراب المزدوج. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان موضوع الهجرة يعرف اليوم نقاشات شرسة بين الذين يخشون التيار الاسلامي، وأولئك الذين يعتقدون في قدرة المجتمع الفرنسي على التكامل. واضافت الصحيفة ان الهجرة اضحت الخط الحقيقي للانقسام الاجتماعي الفرنسي وهذا ما اتضح ما قانون (اللجوء والهجرة). واهتمت الصحف السويسرية بالزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حاليا للولايات المتحدة. وكتبت صحيفة لوتون " أن "الاختلافات تظل قائمة بين باريسوواشنطن على الرغم من رأيهما الموحد بشأن سوريا، من أجل الرد المشترك ضد نظام بشار الأسد المتهم باستخدام الأسلحة الكيماوية. وتساءلت الصحيفة عما اذا كان محور ماكرون -ترامب الذي كان أقل احتمالا بعد قرار الرئيس الامريكي سحب بلاده من اتفاق باريس حول المناخ، قد تم ترسيخه. من جانبها، ذكرت يومية "تربيون دو جنيف" تحت عنوان "زيارة مليئة بالشكوك" ، ان قائدي البلدين لديهما خلافات عميقة ، مشيرة الى أن الجانب الفرنسي يأمل في أن تسمح علاقاتهما الجيدة بتغيير موقف الجانب الأمريكي على الأقل. وقالت الصحيفة ان الموضوع الشائك هو الاتفاق النووي الايراني الذي هدد ترامب بانهائه ا لاجبار طهران على الحد من برنامجها البالستي ونفوذها في المنطقة. وبالنسبة لصحيفة "فانت كاتر اور" ، فإن باريس تريد إقناع دونالد ترامب بإبرام اتفاقية تكميلية بين الدول الغربية، تستجيب لانشغالاته، مضيفة "لكن لا أحد يعلم ما إذا كانت هذه المقترحات كافية لتغيير الرئيس الأمريكي بحلول 12 ماي ، عندما سيتخذ قراره".