تأتي تركيا - الوجهة المفضلة للسياح من خلال تاريخها وثقافتها وآثارها السياحية - ضمن الدول الرائدة في مجال زراعة الشعر، التي تحولت إلى قاطرة تجر السياحة الطبية في البلاد. تركيا التي يطلق عليها العاملون بقطاع السياحة اسم "الدولة الجنة" ويعتبرونها من الأماكن السياحية الهامة التي ينبغي زيارتها، تجذب بفضل مدنها التاريخية ومعالمها السياحية اهتمام السياح المحليين والأجانب. لكن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل رفعت خلال الأعوام الأخيرة من مستوى نجاحها في قطاع السياحة الطبية، وأصبحت بمثابة مركزاً لزراعة الشعر. واستضافت تركيا العام الماضي مواطنين من 70 دولة حول العالم، قصدوها للحصول على خدمة زراعة الشعر. وبهذا الخصوص، قالت عضو مجلس تطوير السياحة الطبية في تركيا، صفية كورت، في حديثها للأناضول، إن تركيا أصبحت دولة رائدة ومرجعاً في مجال زراعة الشعر. وأضافت أن الأطباء االعاملين في مجال زراعة الشعر يمتلكون خبرات كبيرة على مستوى العالم، مشيرةً أيضاً إلى وجود مراكز آمنة تقدم خدمات ذات جودة عالية في جميع أنحاء البلاد. وشددت على أن النجاح الذي حققته تركيا في ذلك المجال يتجاوز المعايير العالمية، وأن "أنظار العالم بدأت تتجه نحو تركيا في هذا الخصوص". فيما أكدت وجود طلب كبير على زراعة الشعر في تركيا من قبل الدول الأوروبية ، ومنها ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وهولندا، ودول الشرق الأوسط مثل؛ السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة. ولفتت "كورت" إلى أن موقع تركيا الجغرافي وحسن ضيافتها وجمالها الطبيعي، كل ذلك ساهم إيجابا في تطوير سياحتها الطبية. وأوضحت أنهم يقدمون خدمة مميزة للسياح القادمين إلى تركيا، وأنهم يستقبلون السياح من المطار عبر سيارات خاصة وينقلونهم إلى الفنادق والمستشفيات التي سيجرون فيها عمليات زراعة الشعر. ولفتت إلى أنهم، علاوة على ذلك، ينظمون برامج للراغبين بزراعة الشعر تتضمن زيارة مدينة إسطنبول والمناطق التاريخية والثقافية والسياحية الأخرى. وشددت "كورت" على أن أسعار زراعة الشعر في تركيا أنسب مقارنة ببقية الدول، مشيرة أن المواطنين الأجانب يتمكنون من قضاء عطلة في تركيا أثناء خدمة زراعة الشعر التي يتلقونها. وأفادت أن السياحة الطبية في تركيا خلال العام الماضي شهدت ارتفاعا بنسبة 31%، مبيّنة أن مليون شخص زاروا تركيا خلال 2017 بقصد السياحة الطبية. وذكرت "كورت" أن تركيا حققت خلال العام الماضي 10 مليارات دولار من السياحة الطبية. واعتبرت أن العديد من مواطني دول العالم بمن فيهم الأتراك كانوا يقصدون أوروبا والولايات المتحدة في مجال زراعة الشعر، إلا أنها أكدت أن بلادها أضحت من أوائل دول العالم بفضل التكنولوجيا الحديثة التي تستخم فيها. وأفادت أن تركيا بدأت تستقبل مرضى وفي اختصاصات مختلفة من كل دول العالم، وأن العديد من الأطباء وموظفي القطاع الصحي في بلدان أخرى يأتون إلى تركيا بهدف الحصول على دورات في زراعة الشعر. *وكالة أنباء الأناضول