معطيات مثيرة تلك التي كشفها عبد القادر إبراهيمي، مدير معهد "ألفا" الإسرائيلي الذي يجري التحقيق معه حاليا، مؤكدا أن الخبراء العسكريين الإسرائيليين الذين يحضرون إلى البلاد من أجل تقديم التدريبات بالمعهد كانت تعلم السلطات بحضورهم ويتم تزويدها بوثائقهم الرسمية قبل قدومهم بأيام. وأكد إبراهيمي، في حديث مع هسبريس، أن التحقيقات معه ومع تلاميذه بشأن ما تم ترويجه بشأن إجراء تداريب عسكرية وشبه عسكرية، والارتباط بأجندات خارجية من شأنها المس بأمن المواطنين، لازالت مستمرة، موضحا أنه تم استجواب حوالي عشرة من تلاميذه يوم أمس، منذ الصباح وحتى العاشرة ليلا؛ فيما سيتم اليوم الجمعة الاستماع إلى عشرة تلاميذ آخرين. وأكد إبراهيمي دعوته عسكريين إسرائيليين وخبراء في المجال الأمني، موضحا أن سلطات البلاد كانت على علم بأنهم سيأتون، وأنه قدم كل الأوراق الخاصة بهم. وقال إبراهيمي: "سلطات البلاد تعلم بقدوم هؤلاء الشخصيات بأسبوع قبل أن يأتوا، وكل من قدموا من إسرائيل دخلوا البلاد بصفة رسمية، وقمت ببعث دعوة رسمية لهم، وتعلم كل من وزارة الخارجية والداخلية بقدومهم، إذ قمت بتقديم جوازات سفرهم وأيضا بطائقهم الإسرائيلية، ولدي صور توثق قدومهم بحضور رجال السلطة بالبلاد". وتابع المتحدث ذاته: "إن كان وجود هؤلاء الناس مرفوضا في المغرب كان سيتم طردهم من المطار وليس السماح لهم بدخول البلاد وتوفير الحماية لهم من قبل سلطات البلاد"، مردفا: "دعوتنا لخبراء من إسرائيل تأتي في إطار الاستفادة منهم في المجال الأمني، وذلك في إطار الانخراط ضمن اتحاد خبراء دوليين في المجال الأمني والدفاع الذاتي. وهدفي الأول والأخير هو تبادل الخبرات والاستفادة من هؤلاء الأشخاص، خاصة أن إسرائيل تحتل المركز الرابع عالميا كأكبر المدارس في المجال الأمني وحماية الشخصيات والمؤسسات". وأكد إبراهيمي أن معهده مقره بخنيفرة وليس بمكناس، وأنه يقوم بإجراء التدريبات بمناطق مختلفة من المملكة نظرا لكون المنطقة التي يوجد بها المعهد ليست فيها أماكن تصلح للتدريب، منبها إلى أن كل شيء يتم وفق القانون وبالحصول على تصريحات خاصة. أما عن الأسلحة التي شوهد وهو يحملها في عدد من الصور التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأكد المتحدث أنها بلاستيكية، الغرض منها هو "الاستئناس خلال التدريب" والتعرف على طريقة التعامل بها. وقال إبراهيمي الذي يعتنق الديانة اليهودية في حين أنه مولود لأبوين مسلمين: "كل ما يهمني هو ما يتعلق بشخصي، ولي الحرية في أن أؤمن بما أريد وأن أمارس الديانة التي أريد". وانتقد المتحدث الخصاص الذي يعرفه مجال الأمن الخاص بالمغرب قائلا: "هذا المجال غير مقنن ومفتوح على مصراعيه وليس له أي سند قانوني بالبلاد"، مؤكدا أنه يحاول أن يساهم في "الرفع من جودة التكوين في المجال الأمني كخبير دولي معترف به دوليا وحاصل على الوسام الأوروبي وميدالية وزارة الشبيبة الفرنسية وغيرها من الجوائز الدولية".