يبدو أن اقتناء المغرب مؤخرًا شحنة جديدة من الدبابات الأمريكية "أبرامزM1A1 SA" لم يرق الجارة الشرقية للمملكة، حيث سارعت البحرية الجزائرية إلى الإعلان عن استلامها غواصة عسكرية روسية من طراز "Kilo 636"، لتنضاف إلى الأسطول العسكري البحري الجزائري. وحسب ما نشره موقع"menadefense" ، فإن "الأمر يتعلق بغواصة روسية متطورة من طراز "kilo 636" ستستلمها البحرية الجزائرية خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما تم الانتهاء من صيانتها قبل بضعة أسابيع في سانت بطرسبورغ الروسية، لتنضاف بذلك إلى الغواصات الأربع "ديزل"، وهي جميعها من طراز "كيلو". وكانت سفينتان بحريتان غادرتا، في الرابع من أبريل الجاري، ميناء وهران في اتجاه ميناء سانت بطرسبورغ لتأمين عملية استلام الغواصة الجديدة، التي جرى تصنيعها في إحدى الورشات العسكرية المعروفة في روسيا. وقال الموقع المتخصص في الصفقات العسكرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن "استلام الجزائر للغواصة الجديدة سيجعلها واحدة من أقوى أسلحة الغواصات في إفريقيا والشرق الأوسط بعد وصول عدد غواصاتها إلى 6 غواصات". وأورد الموقع سالف الذكر أن "السفينة "موسسنيد 703" و"الغواصات كيلو" رقم 022 (أكرم باشا) قد شوهدت في الخامس من أبريل الجاري قبالة السواحل البرتغالية، قبل أن يتم رصدها في ال12 من الشهر نفسه، في سانت بطرسبورغ، بحيث كانت تهم بالدخول السواحل الروسية. وتابع المصدر ذاته أن "الغواصة الجزائرية الخامسة Kilo 636 ستنضاف إليها غواصة جديدة ستبدأ عمليات تجريبها في عرض البحر قريبا على أن تتم جاهزة للتسليم خلال الصيف المقبل"، قبل أن يلفت إلى أن "هذه الصفقة الجديدة ستجعل من الجزائر أحد أقوى أساطيل الغواصات في البحر المتوسط القادرة على القيام بمهمات في البحر وإشراك أهداف داخلية بفضل هذه القذائف الانسيابية". وجرى اتخاذ قرار شراء الغواصتين بعد زيارة أحمد قايد صلاح، رئيس الأركان الجزائري، إلى موسكو خلال سنة 2013، حيث من المرتقب أن تتسلم الجزائر غواصتين في إطار عقد يمتد بين 2020-2022، لاستبدال غواصات الجيل الأول Kilo 877 EKM"". وفي تعليقه على الصفقة العسكرية التي أبرمتها الجزائر مع روسيا، قال عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، إن "البحرية الجزائرية تتوفر على 6 غواصات من طراز 636 كيلو موجودة في الميناء العسكري بالمرسى الكبير، الذي يبعد عن القاعدة البحرية المغربية ب 700 كلم"، قبل أن يلفت إلى أن "سياق هذه الصفقة يعكس الاهتمام البليغ التي تبديه الجزائر لمثل هذه الأسلحة، بحيث إنها ترصد ميزانيات ضخمة لاقتنائها". وأوضح المكاوي، في حديثه لهسبريس، أن "اقتناء البحرية الجزائرية للغواصة الروسية جاء بعد جلب المغرب لدبابات "أبرامز" التي أدخلت عليها الولاياتالمتحدة تحسينات سواء من ناحية الرادار وgps"، قبل أن يؤكد أن "اقتناء هذه الأسلحة المتطورة لا يعني أننا أمام حالة حرب حقيقية، بالرغم من ورود بعض الأنباء بخصوص دخول بعض الأشخاص المحسوبين على الجيش الوطني الجزائري إلى المنطقة العازلة رافعين أعلام "البوليساريو". وأكمل المكاوي" "معلوم أن الأسلحة تتهالك في المناطق شبه الصحراوية، حيث إن نسبة الرطوبة تكون جد مرتفعة، وبالتالي، هذا يدفع الحكومة الجزائرية إلى اقتناء أسلحة جديدة"، قبل أن يزيد بالقول: "سباق التسلح الحاصل بين البلدين لا علاقة له بالتوتر الحالي بين "البوليساريو" والمغرب؛ لأن القيادة الجزائرية يبدو من خلال تصريحات قياديها ليست على استعداد لأي حرب جديدة مع المغرب في هذه الظرفية".