انتعشت مبيعات الرغيف المعد في المخابز العصرية والتقليدية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث انتقل حجم الاستهلاك من 80 مليون رغيف في 2012 إلى 110 ملايين رغيف خلال العام الماضي، فيما يتجاوز الدعم المخصص للخبز 200 مليار سنتيم. وأشارت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك إلى الوضعية الكارثية لعدد كبير من هذه المخابز، التي تشتغل وتنتج الخبز في ظروف تنعدم فيها معايير السلامة الصحية. وقال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن نسبة كبيرة من هذه المخابز، خاصة غير المهيكلة، تنتشر بها الفئران والصراصير، خاصة في أماكن تخزين الدقيق وإعداد العجين، وهو ما يعرض صحة المواطنين لمخاطر جمة. وأضاف الخراطي، في تصريح لهسبريس، أن معظم المخابز لا تلتزم بالشروط الصحية الدنيا، ولا تلتزم بالوزن الأدنى للخبز المتمثل في 200 غرام، مشيرا إلى أن معدل وزن الخبز الذي يتم تسويقه يتراوح بين 130 و150 غراما في أحسن الحالات. وقال الخراطي إن "المغاربة يستهلكون يوميا ما يناهز 100 مليون خبزة، بمعدل ثلاث وحدات من الخبز يوميا، وهو ما يعني أن قيمة الأموال التي تنقل غصبا من جيوب المواطنين إلى أصحاب المخابز تبلغ ثلاثة مليارات سنتيم بشكل يومي، وهو ما يعني أن قيمة الأموال المحولة في سنة واحدة تزيد عن 990 مليار سنتيم". وحذر الخراطي من استمرار استعمال أصحاب المخابز مادة السكر في صناعة الخبز، مشيرا إلى أن دراسة سابقة أنجزتها الجامعة الوطنية لحقوق المستهلك أكدت أن المهنيين من المفروض أن يستعملوا مادة "غلوكوز الذرة" في صنع الخبز، التي تحافظ على مرونة الخبز وليونته، إلا أنهم يلجؤون إلى استعمال السكر بسبب ارتفاع ثمن هذه المادة المستخلصة من الذرة. وأكدت الدراسة أن أصحاب المخابز يستعملون السكر من أجل إعطاء لون بني للخبز، مما يعطي الانطباع بأنه مطهو بشكل جيد، عكس الواقع، مما يتسبب في أمراض كثيرة في الجهاز الهضمي.