قال عبد القادر العلمي، منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين، إن موجة التطبيع لم تعد تنحصر في زيارات ورفع علم الصهاينة وحضور الفرق الرياضية؛ بل إن هذه الموجة تطورت إلى ما يهدد أمن المغرب واستقراره، من خلال وجود معهد إسرائيلي يدرب الناس على فنون القتال وحمل السلاح في صالات عمومية داخل المغرب، بتعبيره. وأضاف العلمي، في تقديمه لندوة صحافية نظمها "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" و"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، بنادي المحامين بالرباط، أن "الأمر تجاوز مشكلة تطبيع، بل إن سلامة المغرب مهددة بأعمال خطيرة"، وكشف أنه جرى إخبار الجهات الرسمية بالبلاد، و"من واجبنا الآن إخبار الرأي العام بما يحدث حتى يتحمل كل واحد مسؤوليته". في السياق ذاته، أشار عزيز الهناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إلى أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني وصل إلى التجنيد والعمالة الخطيرة المرتبطة بتكوين مجموعات تخضع لتداريب عسكرية وشبه عسكرية، في أكثر من منطقة داخل التراب الوطني، مصحوبة بتأطير إيديولوجي وفكري، يهدف إلى تبني الأطروحة الصهيونية". وكشف الهناوي عن مجموعة من المعطيات التي وصفها ب"الخطيرة وتكتسي طابعا أمنيا من شأنها تهديد أمن الوطن واستقراره"، من خلال تقديمه لمعهد إسرائيلي بالمغرب، يسمى "معهد ألفا الإسرائيلي لتدريب حراس الشخصيات"، قال إنه "يقدم تداريب عسكرية بإشراف إسرائيلي ميداني مباشر، بالإضافة إلى التدريب على الأسلحة النارية والبيضاء وطرق القتل، وينشر صورا وخطبا وفيديوهات تحريضية موجهة إلى أفراد الجيش المغربي من شأنها إضعاف معنوياته". وقدم المتحدث أيضا مجموعة من الصور والفيديوهات المنشورة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أكد أنها لأشخاص ينشطون مع هذا المعهد في عدد من المناطق والمدن المغربية، مثل ميدلت ومكناس وبومية والخميسات؛ ومن بينهم عسكريون مغاربة منخرطون مع هذا المعهد، على حد قوله. وأورد الهناوي أن وفدا من مجموعة العمل من أجل فلسطين والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع قام بلقاء مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، وقدم له مذكرة خاصة وقرصا مدمجا يتضمن كل المعطيات المتعلقة بالموضوع؛ غير أنهم لم يتوصلوا، إلى حدود الساعة، بأيّ جواب رسمي. بدوره، تساءل عبد الرحمن بنعمرو، الكاتب العام السابق لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عن طبيعة العلاقة التي تربط الدولة المغربية بإسرائيل، موضحا أن ما يحصل يجيب ضمنيا عن سؤاله، بأن هناك علاقات وتطبيعا، وأضاف أنه "إذا كان ما يجري بعلم الدولة فهذا أمر خطير، وإذا لم يكن فهذا أخطر". *صحفي متدرب