تناولت الصحف، الصادرة اليوم الاثنين بمنطقة شرق أوروبا، قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها موقف وارسو الرسمي من الضربات العسكرية الثلاثية ضد سوريا، وتوتر العلاقات بين أنقرة وأثينا، وموقف روسيا من الضربة العسكرية على سوريا، وموقف تركيا من التطورات الجارية في سوريا، وأهم مرتكزات برنامج العمل الجديد للحزب الاشتراكي الديمقراطي بالنمسا. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن الموقف المعلن لبولونيا بخصوص الضربات ،التي وجهتها واشنطن وباريس ولندن لسوريا نهاية الأسبوع المنصرم ،"هو موقف صائب ورزين ،لأنه يتشبث بالشرعية الدولية والصرامة القانونية في التعاطي مع استعمال الأسلحة الكيماوية من جهة ،ومن جهة أخرى يدعو الى اعتماد وسائل سلمية لحل القضية السورية ،حماية للشعب السوري". واعتبرت أن موقف بولونيا "جدير بموقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي وتجربتها في المساهمة في البعثات الأممية للحفاظ على السلام في كثير من دول العالم ،وباستراتيجيتها الأمنية والدبلوماسية وعقيدتها السياسية ،التي تضع ضمن الأولويات الحوار والبحث عن الآليات السلمية لفك النزاعات ووقف المواجهات المسلحة" . ورأت صحيفة "غازيتا برافنا" أن بولونيا "وإن كانت قد استشيرت في الضربة التي وجهت لسوريا رغم أنها لم تساهم في صنع القرار ، اتخذت موقفا حكيما بالدعوة الى المراهنة على الطرق السلمية لمعالجة القضية السورية ،حتى لا يزداد الوضع تأزما وتفاقما ". وأوضحت أن موقف بولونيا " لا يعني البتة أنه يساهم في حماية النظام السوري ،وإنما كان هم وارسو من اتخاذ هذا الموقف هو حماية المدنيين من أية مواجهة مسلحة وضمان سلامتهم ،بالرغم من أن بولونيا متيقنة من أنه لا يمكن ردع ممارسات النظام السوري وحلفائه ،مثل روسيا وإيران ، إلا بالصرامة والحزم" . ومن جهتها ،اعتبرت صحيفة "فبوليتيسي" أن "موقف بولونيا ،المتشبث بفرض الحوار والسلم ،يعزز موقعها على الساحة الدولية ،خاصة وأنها تتحمل مسؤولية مهمة كعضو غير دائم بمجلس الأمن تفترض فيها المساهمة في فك النزاعات والخلافات بوسائل تحد من خطاب العنف والسلاح ،مهما كانت مبرراته" . وأضافت أن موقف بولونيا "لا يجب أن يقف عند هذا الحد والتفرج على تطورات الاحداث في منطقة ساخنة ،بل عليها أن تنخرط بفعالية أكثر لإيجاد الحلول المنطقية والناجعة للقضية السورية ،وهو ما لا يعني بالضرورة الوقوف بجانب النظام السوري ،الذي تؤيد وارسو بخصوصه موقف الدول الغربية جملة وتفصيلا" . وفي اليونان، تناولت الصحف العلاقات بين إنقرة وأثينا ،وكتبت صحيفة (ثيما) أن تركيا عادت مرة أخرى للعب بالنار بعد أن بعثت برسالة رسمية للأمين العام للأمم المتحدة تقول فيها إن اليونان وقبرص ليس لهما حقوق قانونية في الجرف القاري للبحر الأبيض المتوسط ،ردا على التفاهمات الأخيرة في هذا الصدد بين اليونان وقبرص ومصر. وأضافت الصحيفة أن هذا الموقف التركي الجديد تحذير أيضا للقاهرة ،لأن أنقرة لا تخفي قلقها من المحادثات بين اليونان ومصر حول ترسيم حدودهما القارية ،كما لا ترى بعين الرضى تعاون قبرص المكثف مع مصر في بناء خط أنابيب من المنطقة الاقتصادية القبرصية إلى الساحل المصري لنقل الغاز الطبيعي لمصر. وقالت الصحيفة إن الرسالة التركية وجهت للأمين العام الأممي في 27 مارس الماضي ،وتشكك في وجود "حدود بحرية مشتركة" بين الدول الثلاث ، وتكرر المطالبة بكل الجرف القاري ،الممتد من غرب قبرص حتى شرق جزيرتي كريت ورودس. صحيفة (كاثيمنيري) نقلت عن الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قوله إنه يتعين على قادة اليونان وتركيا معالجة القضايا ،التي تسببت في التوترات بين البلدين في الأشهر الأخيرة ، مضيفا أن خلافات البلدين"ليست قضية بالنسبة للناتو“. ونقلت عنه الصحيفة قوله ،قبيل زيارة يقوم بها اليوم الإثنين لإنقرة،إن ” اليونان وتركيا حليفتان كبيرتان ضمن حلف شمال الأطلسي وكلاهما يسهم في دفاعنا الجماعي“ ،مرحبا بالاتصال الهاتفي الأخير بين رئيسي وزراء البلدين وقرارهما حل هذه الخلافات "من خلال الحوار". وفي روسيا، توقفت صحيفة (إزفيستيا) عند الضربة العسكرية الأمريكية البريطانية الفرنسية الثلاثية ،التي نفذت على سوريا فجر السبت، وأشارت إلى أن هذه الضربة ،التي استغرقت حوالي ساعة من الزمن استخدم فيها حوالي 103 صواريخ، 71 منها تم اعتراضها من قبل نظام الدفاع الجوي السوري. واعتبرت الصحيفة أن هذا الهجوم ،الذي استهدف عدة مطارات ومنشآت صناعية سورية ،لم يحصل على تفويض من مجلس الأمن الدولي، "وشكل انتهاكا لميثاق الأممالمتحدة وقواعد ومبادئ القانون الدولي، واستبق نتائج التحقيق ،الذي سيباشره خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول هجوم كيميائي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه". ورأت الصحيفة أن التصعيد الحالي للوضع في سوريا "يزيد الأمور تعقيدا ،وقد يؤدي إلى تدمير نظام العلاقات الدولية برمته"، مشددة على أن الموقف الروسي إزاء الضربة العسكرية كان واضحا ،حيث اعتبرت موسكو أن "تصرفات الولاياتالمتحدة تساعد الإرهابيين وتساهم في تفاقم الوضع الإنساني بسوريا المتدهور أصلا ،وتزيد من معاناة السكان المدنيين ودفعهم للهجرة إلى دول أخرى". وفي سياق متصل، أفادت صحيفة (ذو موسكو تايمز) أن روسيا فشلت في تمرير مشروع قرار بمجلس الأمن يدين الضربة العسكرية الأمريكية البريطانية الفرنسية على سوريا على خلفية الاشتباه في استخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما، بعد ما حظي مشروع القرار بتأييد الصين وبوليفيا فقط. وقالت الصحيفة إن سفير روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزا تساءل بعد انتهاء عملية التصويت "لماذا لم تنتظر الدول التي شنت الهجوم نتائج التحقيق الذي ستباشره منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الموضوع؟"، معتبرا ما أقدمت عليه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها "بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي". ومضت الصحيفة قائلة إن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا دافعت خلال جلسة مجلس الأمن عن عملهما العسكري في سوريا ،وقالت إنه "يكتسي صبغة قانونية". وفي تركيا، أكدت صحيفة (دايلي صباح) أن إنهاء الحرب ومعاناة السوريين يتطلب إستراتيجية يجب أن تتخطى الحروب بالوكالة والقوة الجيوسياسية. وأضافت الصحيفة أن هذه الإستراتيجية يجب أن تركز على إقامة "نظام سياسي شرعي وديمقراطي بدون بشار الأسد أو الشبكات الإرهابية مثل تنظيمات (داعش) و(القاعدة) ووحدات حماية الشعب ،التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري. وذكرت الصحيفة، نقلا عن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن "القوى العالمية تستخدم الملف السوري لخدمة مصالحها الجيو- سياسية"، مستبعدا أن "يطرأ أي تغيير على هذا الموقف". من جهتها، كتبت صحيفة (الفجر الجديد) أن استخدام الأسلحة الكيميائية ليس سوى جزءا من المأساة السورية، على اعتبار أن العديد من الأشخاص لقوا حتفهم جراء استعمال الأسلحة التقليدية، و"لم يبد المجتمع الدولي أي رد فعل إزاء هذه المأساة"، تاركا الشعب السوري "فريسة لوحشية النظام من جهة، وتنظيم (داعش) والجماعات الإرهابية الأخرى من جهة ثانية". واعتبرت الضربات الجوية ،التي نفذتها الولاياتالمتحدة ضد أهداف في سوريا ،"خطوة إيجابية ، لكنه يتعين مع ذلك فعل الكثير لتحقيق سلام دائم". من جهتها، نقلت صحيفة (ستار) تأكيد رئيس الدبلوماسية التركية، مولود تشاووش أوغلو، أن "ضمير المجتمع الدولي لم يستيقظ إلا عندما تم استخدام الأسلحة الكيماوية" ،علما أن العديد من الفظاعات ارتكبت منذ مدة طويلة ، وأنه "يتعين التوصل في أقرب وقت ممكن إلى حل سياسي وتحرير سوريا من هذا النظام"، مسجلا أنه "كان يتعين تنفيذ الضربة الغربية الثلاثية الأخيرة قبل هذا الوقت ضد نظام لجأ، في عدة مناسبات ، إلى استعمال الأسلحة الكيميائية ". وفي النمسا، ذكرت صحيفة (دير ستنادار) أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (أبرز قوى المعارضة) سيقدم برنامج عمله الجديد خلال مؤتمره الوطني المقرر عقده في شهر أكتوبر المقبل، مشيرة إلى أن زعيم الحزب، كريستيان كيرن، صرح للصحافة أن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين الاشتراكيين الديمقراطيين ،الذين منوا بالهزيمة في الانتخابات التشريعية السابقة من قبل المحافظين بزعامة المستشار الحالي سيباستيان كورتز ،من العودة إلى الحكم في الانتخابات المقبلة. وأضافت الصحيفة أن المستشار السابق الاشتراكي الديمقراطي أكد أن هذا البرنامج سيحدد خطة عمل الحزب للسنوات العشر أو العشرين المقبلة، مسجلة أن البرنامج يولي أهمية خاصة للقضايا المرتبطة بالصحة والتشغيل والتقاعد إضافة إلى الرقمنة. من جهتها، أفادت صحيفة "داي بريس" أن كيرن أكد أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعتزم الدفاع عن الديمقراطية خلال ولاية الحكومة الحالية المكونة من اليمين واليمين المتطرف، التي تولت مهامها في دجنبر الماضي، مضيفا أنه سيدافع أيضا عن الروح والقيم الأوروبية. كما أعرب عن تفاؤله بخصوص مستقبل الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في النمسا وأوروبا ،بالرغم من الهزائم التي تكبدتها وصعود الأحزاب ذات التوجه اليميني المتطرف، مشيرا إلى أن تفعيل مقتضيات البرنامج الجديد لحزبه سوف يتطلب بعض الوقت. وقالت الصحيفة إنه من المحتمل الانتهاء من صياغة البرنامج الجديد للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي لا يزال قيد الإعداد والمناقشة من قبل خبراء الحزب، في شهر ماي المقبل قبل إحالته على إدارة الحزب ومناضليه للمصادقة عليه خلال المؤتمر المقبل للحزب.