اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في منطقة شرق أوربا بعدد من القضايا أبرزها المفاوضات التي جرت على صعيد الاتحاد الأوروبي بخصوص معايير وشروط الشغل بنظام الإعارة وتمكين اليد العاملة من العمل في غير بلدهم الأصلي والعلاقات اليونانية التركية علاوة على مواضيع أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة (غازيتا برافنا) أن معايير وشروط الشغل بنظام الإعارة التي تبناها الاتحاد الأوروبي مؤخرا " قد يتضرر منها الكثير من مواطني بولونيا والتشيك وسلوفاكيا ،نظرا لأنها تحد من حرية تنقلهم وتخضعهم لقوانين مجحفة لا تعكس المدلول الحقيقي لوحدة أوروبا ،وتحد من حرية تنقل الأشخاص وفق ما تنص عليه تشريعات المنتظم". وأوضحت أن تحديد زمن عمل المعنيين في 12 شهرا قابلة للتجديد المؤقت "التزاما بشروط مستعصية ومجال زمني محدد ،قد يخدم دولا غربية معينة دون أن يخدم مصالح دول وسط وشرق أوروبا ،وتضيق هذه الشروط الخناق على مواطنيها الذين يبحثون على آفاق عمل تحسن أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ،معتبرة أن هذا القرار "يكيل بمكيالين تجاه مواطني شرق أوروبا " . وكتبت صحيفة (فيبورشا) أن ما توصل اليه وزراء العمل في الاتحاد الأوروبي بداية الاسبوع الجاري لتسوية الوضعية القانونية للعمال المشتغلين بنظام الإعارة "يثير القلق لدى دول بولونيا وهنغاريا وتشيكيا وسلوفاكيا ،وحتى لدى إسبانيا والبرتغال، بتعاطي ملايين من مواطنيها لهذا النوع من العمل ،وقد تتسبب الشروط الموضوعة في ارتفاع حجم البطالة وبروز فوارق اجتماعية واقتصادية بين مواطني الاتحاد الأوروبي". ورأت أنه "ليس من العدل أن يجرد الاتحاد الأوروبي حق العمال المعنيين من حق أسمى من حقوق الانسان وهو حق التنقل والعمل وهو ما تكفله حتى التشريعات الأوروبية "،مشددة على أن الأمر "لا يمكن اعتباره مرحلة أساسية لإعادة بناء الثقة بين دول أوروبا ،كما تدعيه بعض الدول الغربية ،بل على العكس يبدد الثقة التي يجب أن تجمع بين مكونات المنتظم الأوروبي" . ورأت صحيفة (فبوليتيسي) بدورها أن قرار الاتحاد الأوروبي ،الذي "رجح كفة الدول الغربية على حساب دول شرق المنتظم الأوروبي ، يساهم في جعل دول الاتحاد الأوروبي تسير بسرعتين غير متكافئتين ،ويزيد من هوة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين مواطني القارة الواحدة ،ويضرب في العمق والصميم مبادئ الديموقراطية ". وأبرزت أن دولا مثل بولونيا " مقتنعة بأن أمل المساواة بين مكونات الاتحاد الأوروبي لن يتحقق على أرض الواقع على الاقل في المستقبل القريب ،على اعتبار أنه لازالت دول مؤثرة داخل المنتظم الأوروبي ترجح مصالحها على مصالح الدول التي يجمعها معها سقف الاتحاد ،خاصة وأن الدول الكبرى قررت الإبقاء على التشريعات السابقة الصادرة سنة 1996 ،التي تحدد نظام الإعارة ،إلى أن يتم تبني وسن نظام حديث قد لا يرى النور قريبا" . وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة رسمية لليونان أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر المقبل وهي الزيارة التي يسعى خلالها البلدان للحفاظ على الاتصالات لتبديد كل سوء فهم في ظل الخلافات القائمة بينهما. وأضافت الصحيفة أن تركيا اتهمت اليونان خلال زيارة وزير الخارجية نيكوس كوتسياس الى أنقرة مطلع الأسبوع الجاري بكونها أصبحت ملاذا آمنا للانقلابيين لرفضها تسليم ثمانية ضباط أتراك لأنقرة يتهمون بالمشاركة في الانقلاب الفاشل ليوليوز 2016. وقالت الصحيفة إن تركيا لا تنظر بعين الرضى تعامل اليونان بخصوص هذه القضية خصوصا وانه منذ المحاولة الانقلابية تقدم 995 تركيا بطلبات اللجوء في اليونان بدعوى خوفهم من الاضطهاد في بلدهم. ووفقا للصحيفة فإن الملف الاقتصادي سيكون أيضا حاضرا في الزيارة حيث سيتم عقد اجتماع رجال الأعمال واللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في مدينة ثيسالونيكي. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن السلطات اليونانية تقدمت بترشيح وزير الهجرة الحالي يانيس موزلاس لمنصب مفوض حقوق الأنسان لدى مجلس أوربا مضيفة أن سيرة هذا الطبيب والمناضل الصلب في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان تجعله أهلا لهذا المنصب الأوربي المرموق. صحيفة (ثيما) ذكرت أن منظمة (الفريق اليوناني للإنقاذ) حصلت على جائزة الأم تيريزا التي تمنحها (مؤسسة الانسجام) وذلك عن مختلف الاعمال التي قامت بها خلال أزمة اللاجئين في اليونان عامي 2015 و2016 في مجال حماية اللاجئين وإنقاذهم مضيفة ان الجائزة ستلسم خلال حفل تحتضنه موباي الهندية في العاشر من ديسمبر المقبل. وفي تركيا كتبت (ديلي صباح) أن تراجع سلطات كردستان العراق فيما يخص الاستفتاء خطوة مهمة لكنها غير كافية ويتعين الغاء نتائج الاستفتاء وليس تجميدها. وقالت الصحيفة إن عرض إدارة إقليم شمال العراق الخاص بتجميد نتائج الاستفتاء لن يصلح ما تم تخريبه. ونقلت عن رئيس الوزراء التركي بنعلي يلدريم قوله أنه من الآن فصاعدا ستتعاون تركيا مع العراق وإيران بشكل مكثف لمكافحة الإرهاب ونشر الأمن في المنطقة. وأضاف يلدريم أن حكومته تعمل مع العراق على تسليم إدارة المعابر الحدودية البرية بين الدولتين، إلى الحكومة المركزية في بغداد، مشيرا أنه بحث مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل يومين مسألة فتح معبر جديد يصل بين البلدين. صحيفة (ييني شفق) نقلت عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله إن مبادرة إقليم كردستان حول تجميد نتائج استفتاء الانفصال بأنها "خطوة مهمة لكنها غير كافية"، مشددا على ضرورة إلغاء الاستفتاء. وأضافت الصحيفة نقلا عن أوغلو أن "تراجع إقليم شمال العراق عن الاستفتاء خطوة مهمة لكنها غير كافية، ويجب إلغاؤه“ مضيفا أن رئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني، ظن أنه سيتمتع بموقف قوي على الطاولة في حال إجرائه الاستفتاء، لكن الجميع يرى بأنه بات في وضع أضعف في الوقت الراهن. وأضافت الصحيفة أن بارزاني خدع أكراد المنطقة، وكان قد خطط لجمع الشعب الكردي خلفه من خلال الاستفتاء، إلا أنه أسهم في تمزيق الأكراد في العراق، وخسر امتيازاته أيضا. وأشارت الى أن المعابر الحدودية بين العراقوتركيا من اختصاص بغداد التي هي أيضا المعنية باحتياطيات النفط في منطقة كركوك المتنازع عليها مضيفا ان الحكومة المركزية في العراق ترغب في تصدير النفط إلى العالم عبر الأراضي التركية، وأن التعاون بين البلدين سيزداد في هذا الموضوع خلال المرحلة القادمة. وفي النمسا تناولت (دير ستاندار) خطاب المستشار الفيدرالي النمساوي كريستيان كيرن بمناسبة الذكرى ال 62 لاعتماد قانون الجنسية النمساوية رافضا بقوة الحركات القومية والانفصالية التي تعصف بأوربا. وأضافت الصحيفة أن المستشار الفيدرالي الخارج دعا الى الوحدة والرفاهية للنمسا والازدهار لأوربا قوية معتبرا ان الاتحاد الأوربي هو الإطار المثالي لمواجهة مختلف الاشكالات المطروحة بما في ذلك أزمة اللاجئين والتهديدات الارهابية والتغيرات المناخية. وأضافت الصحيفة أن كيرن أشاد بالانتعاش الاقتصادي في النمسا وأوريا بعد سنوات من الأزمة. وفي روسيا، كتبت صحيفة (روسيا هيرالد) أن روسيا صوتت يوم الثلاثاء ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي حول تمديد تفويض بعثة الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق في الهجمات الكيماوية في سوريا. وأضافت الصحيفة أن الوثيقة التي أعدتها الولاياتالمتحدة حصلت على تأييد 11 صوتا بينما صوتت روسيا وبوليفيا ضدها، فيما امتنعت كل من الصين وكازاخستان عن التصويت. وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها أمس الخميس إن "موسكو تعول على أن يكون التقرير حول استخدام السلاح الكيميائي في مدينة خان شيخون السورية موضوعيا"، مؤكدة أن بلادها تنتظر صدور التقارير الجاري إعدادها في الموضوع من قبل المنظمات الدولية. من جهتها، أفادت صحيفة (كوميرسانت) أن رئيس الوزراء الروسى ديمتري ميدفيديف وقع أمرا لوزارة المالية ووزارة الطاقة ووزارة التنمية الاقتصادية يقضي بتسوية قضية خفض ضريبة استخراج المعادن لمشروعات غازبروم بمشاركة المستثمرين الأجانب،. واعتبرت الصحيفة أن هذا الإجراء سيؤثر بشكل رئيسي على المشاريع المشتركة لشركة غازبروم مع شركة وينترسهال الألمانية وشركة (أو إم في) النمساوية مشيرة إلى أن وزارة المالية الروسية ترغب فى احترام المعايير التى الواردة في قانون الضرائب، بيد أن الشركات قد تسعى إلى تحقيق أهداف أكثر طموحا.