اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء في منطقة شرق أوربا بقضايا متعددة من بينها مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والعلاقات التركية اليونانية . ففي بولونيا اعتبرت صحيفة (ناش دجينيك) أن تحديد الجدول الزمني للمفاوضات التي ستجري بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ما بين 17 يوليوز و9 من أكتوبر القادمين "يعد مؤشرا إيجابيا على كون المفاوضات ستجري بالسلاسة اللازمة ،وتراعى فيها أساسا مصالح مواطني البلدين والمصالح الاستراتيجية للطرفين" ،رغم أن انسحاب بريطانيا "لن يكون سهلا وستكون له تبعات اقتصادية وسياسية واجتماعية من الصعب الخروج منها بسهولة" . وأضافت الصحيفة أن على بولونيا خاصة ،والتي تعد جالية مواطنيها الاكثر عددا ببريطانيا مقارنة مع باقي الجاليات الأوروبية الأخرى، أن "تؤمن كل الحقوق السوسيواقتصادية والقانونية لمواطنيها المقيمين بالمملكة المتحدة وإسماع صوتها خلال هذا المنعطف التاريخي الحاسم ". ورأت صحيفة (فيبورشا) أن الجدول الزمني للمفاوضات وإن كان ضيقا شيئا ما إلا أنه سيكون "غنيا بالنتائج في وقت تسعى مكونات الاتحاد الأوروبي الى جعل انسحاب بريطانيا يمر في ظروف ميسرة ،نظرا للحجم المهم للندن على مختلف المستويات ،إقليما ودوليا ،والوقع الذي ستتركه مغادرتها على المنتظم الأوروبي ،رغم أنه لن يكون سهلا على الطرفين معا". وذهب تحليل الصحيفة الى أن أهم ما قد يصدر عن المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من نتائج هو أن "يتفق الطرفان على عدم حرق جسور عودة لندن الى أسرة الاتحاد ،واستحضار مصالح الطرفين المشتركة ،وليس مصالح كل طرف منهما على حدة ،وإصدار قرارات معتدلة تبقي على الرابط الوثيق بين الجانبين" . وأكدت صحيفة (نيزاليجنا) في نفس السياق أن أهم شيئ يمكن أن يصدر عن المفاوضات البريطانية هو "الحفاظ على القواسم المشتركة والمكتسبات الثنائية وأسس البناء الاقتصادي والروابط السياسية والأمنية التي تم رصها جماعة ". وأبرزت الصحيفة أنه "لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يعيش ويتعايش مع الواقع الجديد بعيدا عن بريطانيا ،كما لا يمكن لهذه الأخيرة أن تقطع حبال الود مع الاتحاد الأوروبي ،لأن الذي يجمعهما أكثر مما يفرقهما وسيبقيان الى الأبد في حاجة الى بعضهما البعض بحكم الواقع والجغرافيا والمصالح“. وفي اليونان تناولت الصحف العلاقات اليونانية التركية بمناسبة زيارة رئيس الوزراء التركي بنعلي يلدريم الإثنين لأثينا وكتبت (كاثيمينيري) نقلا عن رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس أنه من الملح حاليا العمل على تسوية الخلافات ومواجهة التحديات والمشاكل المزمنة القائمة في العلاقات بين البلدين. وأضافت الصحيفة أن المسؤولين ناقشا القضايا الخلافية بالخصوص الخرق المستمر للمجال الجوي اليوناني في بحر إيجة والملف القبرصي والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوربي واللاجئين مشيرة الى أنهما أكدا ضرورة أن يبقى بحر إيجة فضاء للعيش المشترك والأمن والاستقرار وحسن الجوار. وأوضحت أنه تم الاتفاق أن يبقى قائدا الأركان على تواصل دائم لتفادي أي توتر في العلاقات بين البلدين والحيلولة دون وقوع أي حادث. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن تسيبراس شدد على أولوية تسوية الملف القبرصي بشكل عادل وفي إطار المكتسبات الأوربية التي تضمن الأمن والاستقرار لجميع القبارصة فوق كامل تراب الجزيرة داعيا الى اغتنام فرصة مؤتمر كرانس مونتانا في سويسرا في 28 يونيو الجاري لتسوية النزاع في الجزيرة. ونقلت الصحيفة عن الوزير الاول التركي قوله إن المسألة القبرصية تهم الطائفتين القبرصية واليونانية في الجزيرة ويتعين أن يشمل أي حل ضمانات ضرورية بالنسبة للعلاقات التركية الاوربية وللعلاقات بين قبرص الموحدة والاتحاد الأوربي. وأضافت الصحيفة أن البلدين جددا بالمناسبة التأكيد على تطابق مواقفهما بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوربي والحفاظ وتعزيز الاتفاق التركي الأوربي بوقف تدفقات اللاجئين عبر بحر إيجة ثم إحداث خط بحري بين ميناءي إزمير التركي وثيسالونيكي اليوناني علاوة على إنجاح المشروعين الجاريين لنقل الغاز الروسي والأذري الى أوروبا عبر كل من تركيا واليونان. وفي النمسا كتبت (دير ستاندار) استنادا لدراسة أعدها معهد التفكير البريطاني (شاثام هاوس) أن 55 في المائة من الأوربيين يريدون حظر الهجرة القادمة من البلدان المسلمة فيما ترتفع هذه النسبة الى 65 في المائة في النمسا و71 في المائة في بولونيا . وأضافت الصحيفة أن 69 في المائة من النمساويين يرون أن المهاجرين يمثلون عبءا كبيرا على ميزانية الدولة فيما يرى 66 في المائة من النمساويين أن ارتفاع الاجرام في البلاد مرده للمهاجرين ويتراجع المعدلان في بلدان الاتحاد الاوربي على التوالي الى 50 و55 في المائة. صحيفة (سالزبورغ ناشريشتين) ذكرت من جانبها أن شهر يونيو الجاري شهد أعلى معدلات حرارة في النمسا منذ 250 عاما حيث ازدادت معدلات الحرارة في البلد ب 5ر2 درجة. وأضافت أن هناك حالة طوارئ في المستشفيات من أجل استقبال الحالات الحرجة جراء الارتفاع الحاد في الحرارة. وفي تركيا كتبت (ديلي صباح) أن عناصر ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية لم ينتظروا سقوط مدينة الرقة في شمال سورية معقل تنظيم داعش من أجل الشروع في تهديد تركيا ومصالحها في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن الامريكيين أكدوا أن الاسلحة الثقيلة التي زودوا بها الميليشيا وحلفاءها الأكراد لن تستعمل ضد تركيا غير أن التطورات الأخيرة تظهر بشكل جلي أن الأمر عكس ذلك . وقالت الصحيفة إن تركيا أفشلت طموح الميليشيات الكردية في السيطرة على مناطق واسعة شمال سورية على طول الحدود التركية وبالتالي إقامة دولية صغيرة هناك بعد إطلاقها لعملية درع الفرات والتي تكللت بنجاح واسع حيث تمكنت القوات التركية وحليفها الجيش السوري الحر المكون من مقاتلين عرب من صد إرهابيي داعش وطردهم من المنطقة وتأمين 3000 كلم مربع من المناطق لعودة السكان المرحلين. صحيفة (ستار) ذكرت من جانبها أن تركيا عزلت هذه المناطق وأبعدتها عن أية أطماع للمقاتلين الأكراد كما أتمت بناء سور على طول 700 كلم من حدودها مع سورية من أجل وقف أية محاولات للارهابيين للتسلل الى داخل الاراضي التركية وتعتزم بناء سور مماثل على الحدود مع إيران.