نجحت الشركات المغربية العاملة في مجال صناعة البسكويت والحلويات المعلبة في إيجاد موطئ قدم لها في أسواق بلدان جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية وشمال القارة السمراء، إلى جانب مجموعة من البلدان الخليجية وفلسطين والعراق. ووفق معطيات حصلت عليها هسبريس من مهنيين عاملين في القطاع بالمغرب، فإن المنتجات المغربية من البسكويت والحلويات استطاعت إزاحة مجموعة من المنتجات التركية في العديد من البلدان وأضحت تفرض نفسها كمنتجات بديلة ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية. واستطاعت الشركات التركية بسط نفوذ منتجاتها في جل البلدان الإفريقية، مستفيدة من الدعم اللوجيستيكي الكبير الذي توفره حكومة أنقرة للمجموعات الصناعية التركية من أجل اكتساح هذه الأسواق. رشيد العلام، المدير العام بالنيابة لشركة إيكسيلو التابعة لمجموعة أنوار أنفيست القابضة، قال، في تصريح لهسبريس، إن المنتجات المغربية بدأت تفرض نفسها في العديد من الأسواق الإفريقية خارج المغرب. واعتبر العلام، في التصريح ذاته، أن الانفتاح على هذه الأسواق بمنتجات مغربية ذات جودة عالية وأسعار جد تنافسية مكنهم كمهنيين من الاستمرار في الاستراتيجية الهادفة إلى توسيع الإنتاج لمواجهة الطلب المتزايد على هذا النوع من المنتجات الغذائية. ويأتي هذا التوسع في الحصص السوقية للشركات المغربية لصناعات البسكتة، في وقت خصصت فيه وزارة المالية، نهاية العام الماضي، مجموعة من التسهيلات الجبائية والجمركية لفائدة الشركات المغربية العاملة في مجال صناعة البسكويت والشوكولاطة والحلويات، لدعم أنشطة هذه الوحدات في النسيج الاقتصادي الوطني. وشرعت هذه الشركات، ابتداء من السنة الجارية، في الاستفادة من كوطا سنوية للاستيراد بنسبة 2.5 في المائة من الرسوم الجمركية، التي تطبق على المواد التي تشكل مكونات الحلويات، وتهم السكر الخالص ودقيق الحليب والقمح المخصص لصناعة البسكويت. ويدخل هذا الإجراء في إطار الميثاق الوطني لبرنامج الإقلاع الصناعي، حيث يحق للشركات استيراد هذه المدخلات شريطة استعمالها في سلاسل الإنتاج. وبلغت القيمة الإجمالية، التي استوردها المغرب من مستحضرات الحلويات المختلفة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، ما يربو عن 65 مليون درهم و256 مليون درهم على مستوى واردات المغرب من مستحضرات الحلويات المصنعة من القمح.