هدد رئيس الفلبين، رودريغو دوتيرتي، ب"اعتقال مفتشي المحكمة الجنائية الدولية" إذا دخلوا بلاده، ما يأتي بعد شهر من إعلان الدولة الآسيوية انسحابها من المحكمة التي يقع مقرها في لاهاي. ووجه دوتيرتي تساؤلات لمفتشي المحكمة في خطاب متلفز من مدينة دافاو الواقعة جنوب شرقي الفلبين "ما هي سلطتكم الآن؟ إذا لم نكن أعضاء في المعاهدة، لماذا تريدون العبث في هذا البلد؟، لا يمكنكم أن تمارسوا هنا أي عملية، هذا غير قانوني. سوف أقبض عليكم". وكانت حكومة الفلبين قد قدمت في منتصف مارس الماضي لمكتب الأمانة العامة للأمم المتحدة وثيقة انسحاب البلد الآسيوي من المحكمة الجنائية، تنفيذا لقرار أعلنه دوتيرتي. وجاء قرار الفلبين جراء فتح المحكمة تحقيقا مبدئيا في جرائم القتل ذات الصلة ب "الحرب المثيرة للجدل على المخدرات" التي أسفرت عن سقوط أكثر من سبعة ألاف قتيل. ويستهدف التحقيق، الذي بدأ في فبراير الماضي، تحديد ما إذا كانت هناك أدلة من عدمه لفتح قضية بشأن هذه الأحداث. ومنذ ذاك الحين، لم يتم الإعلان عن أي رغبة في تنظيم رحلة لمفتشي المحكمة إلى الفلبين. وتؤكد الفلبين أن المحكمة الجنائية انتهكت سيادتها الوطنية في تحقيقها في الحرب على المخدرات، حيث أن هذا المجال من اختصاص المحاكم المحلية. وتلقت الجنائية الدولية في أبريل من العام الماضي دعوى من شخص فلبيني يطالبها بمحاكمة دوتيرتي بتهمة "القتل الجماعي" خلال 22 عاما منذ توليه رئاسة مجلس بلدية دافاو (1988-1998 و2001-2010 و2013-2017) في جزيرة مينداناو الجنوبية وتوليه الرئاسة منذ يونيو من عام 2016 بحملته لمكافحة المخدرات. وأسفرت "الحرب على المخدرات" التي شنها دوتيرتي، الذي يحظى بدعم نحو 90% من الفلبينيين، عن مصرع أربعة آلاف شخص في مداهمات أمنية، لكن تشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للضحايا يتجاوز سبعة ألاف شخص.