أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية حيزا هاما من صفحاتها للتداعيات الاقتصادية للحرب التجارية بين واشنطنوبكين، ولمخاوف أوتاوا بشأن المعطيات الخاصة للكنديين المتضررين من فضيحة "فايسبوك- كامبريدج أناليتيكا"، وكذا لإعلان استراتيجية أمنية جديدة في بنما، ولإشكالية الهجرة غير الشرعية بالمكسيك. فبالولاياتالمتحدة، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز"، تحت عنوان "البيت الأبيض يتدخل لتبديد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية والصين ترد"، أن المسؤولين الأمريكيين، وفي قت كانت فيه أسواق الأسهم متقلبة وكان القطاع الصناع قلقا، ألمحوا إلى أن الرسوم الجديدة المعلنة هذا الأسبوع قد لا تدخل حيز التنفيذ. لكن مسؤولي البيت الأبيض، تورد الصحيفة، أكدوا على ضرورة أن توقف الصين أولا ممارساتها التجارية "غير العادلة" التي يرى الرئيس دونالد ترامب أنها غير مواتية بالنسبة للشركات وللعمال الأمريكيين. من جانبها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن موقف إدارة ترامب تجاه بكين بشأن التعريفات الجمركية قد أدى إلى حالة من الجمود بخصوص مستقبل التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. وذكرت اليومية أن الجانبين سيتبعان الآن جدولا زمنيا خلال النصف الثاني من السنة الجارية، من أجل التفاوض بشأن معايير جديدة. وأضافت أن الرئيس ترامب يواجه الآن ضغوطا متزايدة من منتخبي الكونغرس ويتعرض لحملة مكثفة من لوبي الشركات التي ستتعامل مع هذه القواعد التجارية الجديدة، مشيرة إلى أن كل هذه المعطيات غذت خلال الأيام الأخيرة التقلب الكبير الذي شهدته أسعار الأسهم والمواد الأولية في سوق الأسهم. وفي كندا، كتب "لوصولاي" أن مؤسس موقع فايسبوك، مارك زوكربرغ، قدم اعتذارا عاما عن الطريقة التي تعاملت بها شركته مع معلومات المستخدمين الشخصية، بما في ذلك معلومات أزيد من 620 ألف كندي. وأشارت إلى أن شبكة التواصل الاجتماعي تواجه استياء عالميا من احتمال تقاسمها بيانات شخصية للعديد من الأعضاء بشكل غير قانوني مع شركة استشارية، في خضم فضيحة دولية حول سرقة المعلومات لأغراض سياسية. من جانبها، ذكرت "لو دروا" أنه في الوقت الذي يلوح فيه تهديد الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين في الأفق، أعربت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند عن قلقها من كون النظام الاقتصادي العالمي الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية بات مهددا. ونقلت الصحيفة عن فريلاند قولها إن النظام الاقتصادي العالمي، الذي ساهمت كندا في إقامته، يواجه أكبر تهديد له منذ نحو 75 عاما، مشيرة إلى أنها ستزور واشنطن للقاء الممثل التجاري الأمريكي روبرت لفتايزر في إطار المفاوضات الخاصة بتحديث اتفاقية تجارة الحرة في أمريكا الشمالية (نافتا). وفي بنما، توقفت صحيفة "إل سيغلو'' عند إعلان وزير الأمن، ألكسيس بيتانكورت، خلال مؤتمر صحفي، عن استراتيجية أمنية جديدة خاصة بالفترة 2018-2030 لمكافحة الجريمة بالبلاد، من خلال خفض مختلف مؤشرات الجريمة، بإشراك المجتمعات والسلطات المحلية، على الخصوص. ونقلت الصحيفة عن بيتانكورت قوله إن الاستراتيجية الجديدة، التي تم تطويرها بعد استطلاع أراء أزيد من 6.000 شخص في جميع أنحاء البلاد، تروم خفض مؤشرات تتعلق بالجريمة، وأخرى تتعلق بالعنف، لاسيما ضد النساء، مشيرة إلى أنه سيتم رصد نحو مليون دولار لتفعيلها بالنسبة للسنة الجارية. وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية تروم تعزيز الأمن بالبلاد، رغم أن هذه الأخيرة نجحت في خفض معدل جرائم القتل من 16 إلى 9 ضحايا بين كل مائة ألف نسمة خلال الخمس سنوات الماضية، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول أمانا في المنطقة، مضيفة أن الاستراتيجية تستهدف على الخصوص الفئات الهشة، مثل السكان الأهالي والنساء والأطفال. من جهتها، ذكرت صحيفة "لاإستريا"، استنادا للاتحاد البنمي لكرة القدم، أن الأخير رصد نحو تسعة ملايين دولار لمشاركة المنتخب البنمي لكرة القدم في مونديال روسيا الصيف القادم، موضحة أن هذا المبلغ يشمل، على الخصوص، التعويضات التي ستمنح للاعبين وللطاقم التقني ومصاريف التنقل وتكاليف المعسكرات والمباريات الإعدادية. وفي المكسيك، توقفت يومية "إل أونيفرسال" عند قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيفاد الحرس الوطني إلى الحدود مع المكسيك للتصدي لتدفقات المهاجرين غير الشرعيين وزيادة الضغط على الجار الجنوبي، مشيرة إلى أن ترامب أمر وزراءه بمده، في غضون 30 يوما، بتقرير مفصل عن الإجراءات الإضافية المحتملة لحماية الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وفي نفس اليوم، تضيف الصحيفة، تخلت قافلة مكونة من أكثر من ألف مهاجر من أمريكا الوسطى كانوا يعتزمون عبور المكسيك للدخول إلى الولاياتالمتحدة بطريقة غير مشروعة، عن هذه الرحلة الجماعية. وتطرقت "لا خورنادا"، من جهتها، إلى رد فعل الحكومة المكسيكية إزاء الانتشار المقبل للحرس الوطني الأمريكي على الحدود مع المكسيك، حيث نقلت عن وزير الخارجية لويس فيديغاراي قوله، عقب اجتماعه في واشنطن مع وزير الأمن الداخلي كيرشتين نيلسن، إن هذا الانتشار قد يؤدي إل عسكرة المنطقة.