تعيش مختلف مراكز حفظ الصحة بمدينة الدارالبيضاء على وقع نفاد حاد في مخزون الأنسولين الخاص بمرضى داء السكري، الأمر الذي جعل عددا من المرضى في حالات صحية حرجة جدا. وأكد عدد من المواطنين بالعاصمة الاقتصادية تضررهم من النقص المهول في مادة الأنسولين، إذ إنهم يتوافدون على مراكز حفظ الصحة التابعة للمقاطعات دون أن تتم تلبية حاجياتهم منذ أسابيع. وأوردت نادية، وهي من المواطنات اللائي تشتكين من نقص مادة الأنسولين، أنها تواجه معاناة جمة كلما قصدت مركز حفظ الصحة بمقاطعة عين السبع، إذ يتم إخبارها من لدن المسؤولين بالمؤسسة بكون الدواء الذي تعالج به قد نفد منذ أسابيع. وأضافت المتحدثة نفسها لهسبريس، وهي التي أصبحت منذ سنوات حياتها مرتبطة بمادة الأنسولين، بالنظر إلى إصابتها بمرض السكري من الدرجة الثانية، الشيء الذي يجعلها في حاجة ماسة إلى أربع جرعات يومية منها. من جهته، يشير عبد الفتاح إلى أنه مضطر إلى البحث أكثر في مقاطعات أخرى للحصول على مادة الأنسولين بتدخل من بعض معارفه، إلا أنه يواجه الصعوبات نفسها بالنظر إلى قلته، مضيفا ضمن تصريحه أن هذا الأمر يؤرق باله، خاصة أن عدم استعماله للأنسولين يزيد من ارتفاع مستوى السكري بجسمه. كريم الكلايبي، عضو المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء، شدد على ضرورة الإسراع في إيجاد حل للمشكلة وتوفير دواء الأنسولين حتى لا يؤدي نفاده إلى عواقب قد لا تحمد عقباها، لافتا إلى أن الأسر الضعيفة هي التي تقبل على جلب الأنسولين من المراكز الصحية العمومية ولا يستطيعون اقتناءه من الصيدليات نظرا لغلاء ثمنه وقلة حيلتهم. وانتقد المستشار الجماعي، في تصريحه للجريدة، تقاعس المكتب المسير في توفير هذه المادة الحيوية، خاصة أن نائبة العمدة المكلفة بحفظ الصحة هي نفسها المديرة الجهوية لوزارة الصحة لجهة الدارالبيضاءسطات، مشددا على أن هناك دورية لوزارة الصحة تحتم ضرورة توفير هذه المادة. من جهتها، أكدت نبيلة الرميلي، نائبة عمدة الدارالبيضاء، في تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المادة موجودة منذ يوم الخميس الماضي، وما على المقاطعات سوى التوجه إلى المستودع يومه الاثنين للحصول على حصتها. ونفت المتحدثة نفسها وجود أي خصاص في مادة الأنسولين، لافتة إلى أن المجلس قام بتمرير الصفقة الثانية في شهر مارس المنصرم من ميزانية سنة 2018 تفاديا لوقوع أي مشكل مستقبلا ونفاد المخزون من هذه المادة.