رحلت السلطات الموريتانية سيف القسماطي، وهو صحافي فرنسي من أصل مغربي؛ وذلك بعد توقيفه قبل أيام إذ كان يعد ربورتاجاً لصالح وكالة فرنسية حول العبودية المنتشرة في هذا البلد. وأكد القسماطي هذا الترحيل في حسابه على "فيسبوك"، حيث أشار إلى أنه زار موريتانيا ليعد تحقيقاً حول العبودية لصالح وكالة "هانس لوكاس" الفرنسية المتخصصة في الصور والفيديوهات. وحسب ما نقلته الصحافة الموريتانية فقد أوقفت السلطات سيف القسماطي هناك لمدة أربعة أيام، بدعوى أنه يعمل بدون ترخيص، وصادر الأمن الموريتاني أجهزته وقام بمسح محتوياتها، ليتقرر بعد ذلك طرده. وأدانت منظمة مراسلون بلا حدود في بيان لها اعتقال القسماطي لأكثر من ثلاثة أيام وترحيله، وقالت إن الصحافي وصل السبت الماضي إلى الدارالبيضاء بعدما طُرد من طرف موريتانيا. وأشارت المنظمة إلى أن الصحافي اعتقل بشكل تعسفي في الحدود الموريتانية السنغالية، ونُقل إلى مقر الشرطة في نواكشوط يوم 20 مارس؛ كما أوردت أن السلطات سألته حول صلته بالمرشح الرئاسي السابق بيرام داه عبيد، المعروف بمناهضته للعبودية في موريتانيا. ونقلت المنظمة الحقوقية أن الصحافي المغربي قام بمحاورة هذا الناشط الحقوقي الموريتاني ضد العبودية، وحين تم اعتقال القسماطي قرر الدخول في إضراب عن الطعام، قبل أن يتقرر إطلاق سراحه وترحيله. واشتبهت السلطات الموريتانية، حسب المنظمة الدولية، في أن يكون القسماطي على علاقة بالإرهاب، ثم ما لبثت أن اكتشفت أنه ينشط في قضية "الحراطين"، وهم عبيد لازالوا يُعانون أساليب الرق في موريتانيا. وقال أرنود فروجر، مسؤول منظمة مراسلون بلا حدود في إفريقيا، إن "اعتقال وترحيل الصحافي سيف القسماطي يظهر من جديد مشكلة الرقابة التي تُحيط بظاهرة العبودية في موريتانيا"، وأشار إلى أنها المرة الثانية خلال السنة الجارية التي يتم فيها طرد أحد الصحافيين بسبب هذا الموضوع، وقال إن الدولة الموريتانية "لم تضع حداً للممارسات غير القانونية للعبودية وتمنع الصحافيين من معالجة الموضوع". وتعتبر موريتانيا من آخر الدول التي ألغت العبودية سنة 1981، وعلى الرغم من وجود قانون خاص بهذا الأمر إلا أن منظمة العفو الدولية أوردت أن ما يقارب 43 ألف موريتاني لازالوا يعانون من مظاهر العبودية. يشار إلى أن سيف القسماطي مزداد بمدينة الصويرة سنة 1988، وانتقل في سن 17 عاماً إلى فرنسا لدراسة الهندسة، قبل أن يقرر بعد سنوات من العمل السفر لمدة 18 شهراً إلى آسيا واليابان وكندا ليُلبي شغفه بالصور. واهتم سيف أيضاً بالمغرب من خلال رصد وضعية المهاجرين من جنوب الصحراء، خصوصاً في جبال كوروكو شمال المملكة؛ كما اهتم أيضاً بحياة الرحل وسكان الأطلس وطقوس بوجلود.