قالت أمال شباش، أخصائية العلاج النفسي والجنسي، إن التربية الجنسية "لا تقتصر على الحديث عن الأمراض المنقولة جنسيا، والعملية الجنسية، والتربية الجنسية، بل هي أيضا تربية على الحياة؛ وكيف تكونين امرأة؟ وكيف تكون رجلا؟ وكيف يجب أن يكون التواصل بين الرجل والمرأة؟". وأضافت شباش، في مداخلتها يوم الثلاثاء في محاضرة نظمت بالمعهد العالي للإعلام والاتصال حول التوعية الجنسية في العصر الرقمي، أنها لاحظت "تغييرا مذهلا وتطورا في المغرب" خلال سنوات عملها ال18. وتابعت "بعد رجوعي من فرنسا لم تأت أي امرأة عندي لاستشارتي كمتخصصة في الجنسانية، ولكني اليوم أستقبل عشرة شابات يوميا، بعضهن تأتي بعد شهرين من زواجها للاستعلام، بالرغم من أنه في الماضي كانت تزورني نساء لم يستوفين حاجتهن الجنسية منذ 22 سنة". الطبيبة المتخصصة في الجنسانية تحدثت أيضا عن أسس "التربية على الحياة"، وذكرت أنه "إذا كره الشخص جسده فلن يشعر بأنوثته أو ذكورته، وبالتالي لن يمكنه تحقيق إشباع جنسي"، ثم استدركت قائلة إن الجسد ليس هو البعد الوحيد الذي يجب الانتباه إليه، فهناك أيضا البعدان الحسي والروحي/ الإبداعي. واسترسلت شباش محذرة من أن الزواج مع الشخص لجسده فقط "لا ينتبه إلى أن الأفراد سيتغيرون مع الوقت"، وأضافت قائلة: "هاته الزيجات تصطدم مباشرة بالحائط؛ لأنها لا تهتم بالجوانب الأخرى غير الاستهلاكية". كما تحدثت المتخصصة النفسية عن الزيجات التي تقتصر فقط على الانجذاب الجسدي والعاطفي، منبهة إلى أن غياب الذكاء في تدبير العلاقات وعدم التفاهم بين الزوجين على مستويات أعمق من المستويين الجسدي والعاطفي كالمستوَيين الإبداعي والروحي "يُنذر بوقوع مشكل". وحذرت شباش من تحول البوح الإيجابي إلى سوقية وتقديم للنفس كضحية باستمرار بدل إيجاد الحلول، وأضافت قائلة أن "الجنس يبيع، ولهذا يتكلم فيه المتخصص وغير المتخصص". ووصفت هذا بالأمر السيء؛ "لأنه يمكن أن يكون خطيرا على الناس الذين سيتضررون من المعلومة الخاطئة"، وأكدت أن هدف البرامج التي تتناول جنسانية المغاربة يجب أن يكون هدفها "إعطاء المعلومة، لا الصدمة من أجل الصدمة، وصناعة الحدث من حاجات المجتمع وضعفه. وأوضحت الطبيبة المتخصصة في الجنسانية، في نهاية مداخلتها، أنه بالرغم من إحساسها بالوحدة في بداية مسيرتها كأول متخصصة في الجنسانية في العالم العربي، فإنها الآن لم تعُد تحس بذلك. وأكدت المتحدثة على أملها مستحضرة إحساسها بفرح عارم عندما ترى زوجين يزورانِها يدا في يد لاستشارتها في مشكل من مشاكلهما الجنسية، أو شابين في فترة الخطوبة يقدُمان في وقت خطوبتهما ليستفسرا عن ما ينتظرهما بعد الزواج. *صحفي متدرب