تواصل المملكة المغربية دعمها القوي للقضية الفلسطينية، حيث حل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الثلاثاء، بدولة فلسطين لمقابلة الرئيس محمود عباس، ثم زار العاصمة الأردنية عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بتعليمات سامية من الملك محمد السادس. ووصل ناصر بوريطة إلى مدينة القدس التي أدى فيها صلاة الظهر في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في زيارة هي الأولى من نوعها. وردا على ما راج بخصوص تنسيق الحكومة المغربية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل استكمال إجراءات زيارة الوزير المغربي، أكد مصدر من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في تصريح لهسبريس، أن برنامج الزيارة وجميع إجراءاتها تتكلف بها السلطات الفلسطينية. ولفت المصدر ذاته إلى أن الزيارة التي تأتي بتعليمات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، جاءت "تفعيلاً لمضمون المكالمة الهاتفية التي أجراها جلالة الملك مع الرئيس الفلسطيني في الخامس من دجنبر الماضي، على إثر الأخبار المتواترة آنذاك بشأن إعلان محتمل من قبل الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها". وكان الملك محمد السادس قد اتفق مع الرئيس الفلسطيني عقب هذه المكالمة على مواصلة الاتصال المباشر والتشاور الدائم وإرساء تنسيق وثيق بين الحكومتين، من أجل العمل سويا لتحديد الخطوات والمبادرات التي يتعين اتخاذها في ظل الظروف الدقيقة التي تمر منها القضية الفلسطينية. وشدد المصدر على أن "المغرب يظل دائماً مجنداً الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفق مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية وحل الدولتين". وخلال هذه الزيارة، أكد ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، موقف المغرب الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الفلسطيني والمغربي؛ وذلك خلال استقبال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، للوزير المغربي، اليوم الثلاثاء، في مقر الإدارة العامة للمعابر والحدود لدى وصوله فلسطين، بحضور السفير المغربي لدى فلسطين محمد الحمزاوي، وسفير فلسطين لدى المغرب جمال الشوبكي، ورئيس هيئة المعابر والحدود نظمي مهنا. ولاقت زيارة ناصر بوريطة إلى القدس في هذه المرحلة الحساسة بالضبط إشادة واسعة من قبل المسؤولين ووسائل الإعلام الفلسطينية، حيث كتبت وكالة وطن للأنباء افتتاحية على موقعها الإلكتروني تحت عنوان: "المغرب سباقة دائماً". وأورد المنبر الفلسطيني أن المغرب كان سباقاً في الاهتمام بقضية فلسطين والشعب الفلسطيني، إذ سارع إلى الدعوة إلى انعقاد اجتماع إسلامي طارئ على اثر محاولة إحراق المسجد الأقصى في عام 1969 الذي تمخض عنه لاحقاً تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي (التعاون الإسلامي حالياً). كما أشاد المصدر بالدور الذي يقوم به الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس، وأشار إلى أن العاهل المغربي ترأس عام 2000 أشغال الدورة الثامنة عشرة للجنة القدس، بحضور الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وأقدم الملك حينها على طرح مبادرات متعددة بشأن القضية الفلسطينية؛ من بينها الدعوة إلى تشكيل "تحالف عالمي يضم كافة القوى المؤمنة والضمائر المؤمنة بقيم التسامح والتعايش لإنقاذ مدينة السلام مهد الأديان السماوية". وكان الملك محمد السادس، بصفته رئيساً للجنة القدس، قد وجّه رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث حذر من تأجيج مشاعر الإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات جدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين، مشددا على ضرورة المحافظة على المركز القانوني للقدس والإحجام عن المساس بوضعها السياسي القائم.