تَراجعت وزارة الداخلية عن قرارها القاضي بمنع أنشطة الأولتراس، الذي صدر منذ عامين، في خطوة مفاجئة للشارع الكروي المغربي وللمهتمين ب"الموفمون" عبر العالم، في وقت اعتبر فيه البعض أن هذا الإجراء كان لا بد منه في ظل المشاريع والتحديات التي يدخل غمارها المغرب حاليا، سياسيا ورياضيا. حراك جرادة.. "الفاطال تايغرز" تتحرّك! من الأسباب التي جعلت جهازا من قيمة وزارة الداخلية يتراجع عن قرار كان قد حسم فيه رغم مقاومة المجموعات المغربية، تخوّف الوزارة من أن تندلع شرارة ربيع مغربي كما يشعل "الفيراجيست" شهبه النارية، خاصة بعدما أصدر فصيل "فاطال تايغرز" المشجع للمغرب الفاسي بلاغا يعلّق فيه على حراك جرادة بشكل مندفع، كان من الصعب تجاهله. وتتخوّف وزارة الداخلية من أن تنخرط مجموعات "الأولتراس" في حراك جرادة وتجعله يمتد إلى كل ربوع المملكة، مثل تجربتي تونس ومصر اللتين كان للفصائل المشجعة فيهما دور كبير في تفعيل الربيع العربي، خصوصا وأن المجموعات المغربية راكمت حقدا كبيرا على السلطة وعلى كل من تدخل لمنع أنشطتها طيلة الفترة الماضية؛ الأمر الذي يجعلها مندفعة للتعبير عن سخطها عن مشاكل المجتمع، بما أنها حرمت من الترويح عن النفس في المدرجات وفقا لمبادئ "الفكرة". وهذا مقتطف من بلاغ "الفاطال" الذي نشرته الأسبوع الماضي في صفحتها الرسمية: "هذا البيان جاء ردا على التعتيم الذي يشهده حراك جرادة من طرف الصحافة الصفراء التي تهتم بالفضائح متناسية هموم الشعب المغربي ومعاناته، وكذلك لإيصال رسالة نابعة من حبنا لهذا الوطن وغيرتنا عليه كشباب طامح للتغيير نقول لكم إن هذه السنة دق الشعب ناقوس الخطر من كافة أرجاء هذا الوطن من جنوبه وريفه وشرقه باعثا إشارات غير مطمئنة للواقع الذي نعيشه وهو تحصيل حاصل لسياستكم اللاشعبية، ومنه نريد أن نعلمكم أن هذا التعامل يزيد الاحتقان الشعبي احتقانا أكثر ليعطي نتائج كارثية لا يحمد عقباها، ومنه نحن كمجموعة نطالب من الجهات المعنية بتسيير الشأن العام الاستجابة إلى مطالب سكان جرادة والبحث عن حلول لخروج المغرب من أزمته الخانقة التي تسببت في خروج عدة مناطق للاحتجاج على الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب المغربي ككل، وهذا كله نابع من وطنيتنا وغيرتنا على وطن ضحى أجدادنا بأنفسهم لكي نعيش نحن بسلام وحرية". حاجة ملف المونديال المغربي إلى "روح" في المدرجات لا مجال لجدال اثنين حول أن أكثر من سوق لمنتوج الكرة المغربية بشكل لائق ليس هو المستوى التقني للأندية ولا التسيير، ولا حتى جودة الملاعب، بل هو الصورة التي ترسمها الأولتراس للمدرّجات التي تجعل كل من شاهد لوحاتها وسمع سمفونياتها من "الكورفا" يقع في حب الكرة المغربية، إلى درجة أن جماهير العالم قد تجرد لك أسماء أفضل المجموعات المغربية، لكنها لن تستطيع قطعا الإشادة بتجارب تسييرية ناجحة في الدوري المغربي، ولا تعداد أسباب تشفع لنا لوصف البطولة ب"برو". ويحتاج المسؤولون عن تقوية الملف المغربي لنيل شرف احتضان منافسات كأس العالم 2026 للفصائل المشجعة التي تضفي الروح على المدرجات، من أجل تسويق أفضل الصور لباقي الاتحادات واستعمال أنشطة الأولتراس وسيلة إغراء لنيل أصواتها في السباق مع الملف الأمريكي. أحداث مراكش! لم تفصح الجهات المعنية بعد عن نتائج التحقيق الذي فتحته منذ مدة لمعرفة حيثيات اندلاع أحداث الشغب التي عرفت تدخّلا صادما لرجال الأمن في حق جماهير الرجاء البيضاوي آنذاك؛ إذ كشفت مصادر متطابقة أن السلطات الأمنية كانت سباقة إلى استعمال "العنف غير المبرر" تجاه الرجاويين، وهو ما لم تتوان هذه الأخيرة في تفسيره ونقله إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بإحداثها "هاشتاغ" "موروكو 2026" مرفوقا بأبشع صور تدخل الأمن في حق المشجعين. وشنّت جماهير الرجاء البيضاوي، إثر ذلك، حملةً لإيصال صوتها إلى أعلى جهاز كروي، مرفقةً رسالتها ب"هاشتاغ" "موروكو 2026" و"فيفا" لضمان انتشارها، تضمّنت إشارةً إلى المفارقة المتعلقة بترشح المغرب لنيل شرف تنظيم كأس العالم 2026 في وقت "ما زالت فيه حقوق الإنسان بعيدة المنال ب2026 سنة ضوئية"، حسب النص الذي انخرط جمهور الرجاء في حملة إيصاله إلى "فيفا". يأتي ذلك في وقت كان قد صرّح فيه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بأن المغرب يعوّل على ملفي حقوق الإنسان والتنمية المستدامة لربح مجموعة من النقط في ملف الترشيح لاحتضان مونديال 2026. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com