اختارت سفارة الجمهورية الفرنسة بالرباط أن تحتفي باليوم العالمي للمرأة عن طريق تشجيع النساء المغربيات على ولوج عالم الأعمال والمقاولات؛ وذلك خلال لقاء عُقد بمقر السفير الفرنسي، مساء اليوم الخميس، بحضور نساء فرنسيات رائدات في عالم المال والأعمال. ماغي سيسيلتاغديو، رئيسة البعثة الاقتصادية في السفارة الفرنسية بالمغرب، قالت إن الدورة الثامنة من هذا الملتقى المنظم بشراكة مع منظمة مستشارات التجارة الخارجية الفرنسية (CCFE)، تأتي من أجل التفكير والتأمل في مجموعة من الإشكالات التي تواجه الاقتصاد المغربي، خصوصا على مستوى ولوج المرأة إلى عالم المقاولات النسائية وإحداث مناصب الشغل وخلق الثروات، لترفع بذلك مؤشرات إسهاماتها في التنمية الاقتصادية على الرغم من التنافسية العالية للرجل. وناقش الفاعلون في لقاء مفتوح دور المرأة المغربية اليوم في تأسيس المقاولات وتجاوز العراقيل المتعلقة بالبحث عن التمويل، وفعاليات المشاريع وتطوريها، وقضية كسب الثقة لدى كبار الفاعلين الاقتصاديين. الخبيرة الفرنسية ذاتها قالت في تصريح لهسبريس: "المناخ الاقتصادي في المغرب يُتيح للمرأة خوض غمار المنافسة وولوج عالم الأعمال من أوسع أبوابه، خصوصا النجاحات التي حققتها في القطاع الفلاحي وخلق التعاونيات"؛ غير أنها شددت على أن عملها لا يكون دائماً معترفا به، وهو الأمر الذي يتطلب اعترافا جماعياً بهذا الدور من أجل الرفع من نسبة المقاولات التي تديرها النساء. هذا الوضع لا يقتصر فقط على المغرب؛ إذ أكد جون فرنسوا جيرو، سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى المملكة المغربية، أن في "فرنسا توجد فقط 30 في المائة من النساء يسيرن مقاولات، بينما في المغرب أعتقد أن هذه النسبة ستكون أقل بكثير". ولفت السفير الفرنسي في كلمة مقتضبة إلى أن قضية حقوق المرأة تعد من بين أولويات الولاية الرئاسية الحالية، مشيرا إلى أن الاقتصادات المتقدمة عليها أن تأخذ بعين الاعتبار العدالة الأجرية بين الرجل والمرأة والمساواة بين الجنسين في المناصب الريادية داخل المقاولات والحق في الترقي. علاوة على ذلك، احتفت السفارة الفرنسية بإحدى النساء الناجحات القادمات من المغرب العميق، ويتعلق الأمر بصفية ابن تراس، رئيسة تعاونية في منطقة تازناخت، التي استعرضت تجربتها في العمل الجمعوي منذ سنة 2005. وقالت صفية إن تعاونيتها "عبارة عن دار للولادة تقدم خدمات للنساء الحوامل في طور الإنجاب، بعدما سجلت دراسة سابقة من طرف منظمة اليونيسيف ارتفاع عدد حالات الوفيات في صفوف الحوامل خلال عمليات الولادة". وبحسب تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول "النهوض بالمساواة بين النساء والرجال في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية"، فإن المغرب يحتل المرتبة 135 على صعيد المشاركة الاقتصادية للمرأة برسم سنة 2014. كما يحتل المرتبة 24 من أصل 30 في ما يتعلق بسياسات وآليات دعم ومواكبة المقاولات النسائية ذات الإمكانات القوية، علاوة على تصنيفه ضمن البلدان التي لها ثقافة محافظة من حيث قبول الدور السوسيو-اقتصادي الذي تلعبه النساء في المجتمع.