انقسامٌ جديدٌ في مواقف القادة السياسيين الجزائريين بخصوص قضية فتح الحدود المغربية الجزائرية، بعد أن أكد محسن بلعباس، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن مسألة فتح الحدود مرتبطة بإرادة جزائرية أساسا، مشددا على وجود إرادة سياسية حقيقية لدى جميع الفاعلين الجزائريين في المعارضة ولدى الدبلوماسيين المعروفين أمثال الأخضر الإبراهيمي وحليم بن عطا الله من أجل تسوية الوضع. وأضاف السياسي الجزائري، المقرب من الحركة الأمازيغية الجزائرية، في حديثه مع الصحافة الجزائرية، أن "قضية الحدود تحتاج إلى محادثات بين قادة البلدين من أجل إقامة تعاون لإيقاف أعمال اللصوصية والاتجار في الممنوعات التي تنامت بشكل كبير بعد قرار الإغلاق". وسجل السياسي الجزائري أن "حزبه تراوده فكرة قديمة تهم تعزيز الروابط بين الأحزاب التي تلتقي معه في الأفكار بمنطقة شمال إفريقيا، فمنذ 2013 اقترحنا على مجموعة من الأحزاب الخروج بإعلان مشترك؛ لكن الأمر تأجل". في السياق ذاته، أوضح عبد الرحيم المنار السليمي، رئيس مركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أنه "من الصعب اليوم الوقوف على ما يسمى بتصريح رسمي جزائري بخصوص مجموعة من القضايا مثل قضية فتح الحدود مع المغرب؛ فالجزائريون في الفترة الحالية بدون رئيس". وأضاف رئيس مركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني أن "ملف فتح الحدود مع المغرب يوظف عادة ضمن التنافس القائم بين أجنحة الحكم التي تتطلع إلى مرحلة ما بعد بوتفليقة؛ فقضية فتح الحدود مع المغرب يستعملها السياسيون الجزائريون من أجل تشتيت الأنظار عن الأشباح الخلفية التي تحكم وراء الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة". وأوضح السليمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المسؤولين الجزائريين يقومون بدغدغة مشاعر الجزائريين بقضية فتح الحدود مع المغرب؛ لأنهم يدركون جيدا أن إحدى أكبر الأمنيات والأحلام التي يحملها الجزائريون هي فتح الحدود مع المغرب، لكن يجب الانتباه؛ فالسياق تغير كثيرا ومن الصعب جدا أن يقبل المغرب بفتح الحدود في هذه المرحلة لأنه في حالة فتح الحدود سيكون هناك نزوح جزائري نحو المغرب". وأورد المتحدث ذاته أن "قرار قبول فتح الحدود يتوقف على المغرب وليس الجزائر، وفتح الحدود في هذه المرحلة سيجعل الأمن القومي المغربي مهددا؛ لأن المخابرات الجزائرية ستحاول نقل كل ما من شأنه تهديد الأمن القومي المغربي انطلاقا من الأراضي الجزائرية من جماعات إرهابية موجودة فوق الأراضي الجزائرية وجماعات بيع الأسلحة". وشدد المحلل السياسي المغربي على أن "الجزائر، حسب التقارير الدولية، تقطعها كل الخطوط التي تهدد الأمن الإقليمي. والدليل على ذلك وجود جنوب جزائري منفلت، ففي حالة فتح الحدود مع الجزائر ستصبح للمغرب حدود مع ليبيا وشمال مالي وليس الجزائر؛ لذلك يجب فهم تصريحات الجزائريين في هذه المرحلة فهم يضمرون عكس ما يعلنون، إذ يسعون إلى ذلك لأنهم يعرفون أن المغرب بات يشخص جيدا المخاطر القادمة من الأراضي الجزائرية في حالة فتح الحدود". *صحفي متدرب