حطت قافلة الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة رحالها بمدينة إيسن الألمانية، حيث التأم عدد كبير من مغاربة دوسلدورف ونواحيها لطرح مشاكلهم، والبحث عن أجوبة لها، ونقل انتظاراتهم إلى الفريق الذي يقوده الوزير عبد الكريم بنعتيق. اللقاء التواصلي الذي تنظمه الوزارة، عرف، كما لقاءات سابقة بفرنسا وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة، مشاركة وفد مكون من ممثلين عن وزارة العدل، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وصندوق الضمان المركزي، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية، والمديرية العامة للضرائب. وأوضح عبد الكريم بنعتيق، في تصريح لهسبريس، أن الوفد كان رهن إشارة مغاربة العالم، وأنه حضر للإجابة عن تساؤلاتهم، واستقبال شكاياتهم وتوجيههم، مؤكدا أن ممثلي المؤسسات الذين يرافقونه استقبلوا عددا من المواطنين بكل من فرانكفورت ودوسلدورف، واستمعوا إلى شكاواهم، وقاموا بتوجيههم، معتبرا أن هذه المنهجية تدخل في إطار سياسة القرب وتسهيل التواصل. وقال بنعتيق، خلال كلمته الافتتاحية، التي ألقاها في اللقاء الذي أطره جمال شعيبي، القنصل العام للمملكة المغربية بدوسلدورف، وحضره حبيب نذير، الكاتب العام للوزارة، إن اللقاءات التواصلية بفرانكفورت ودوسلدورف محطة أساسية، مؤكدا أنها خطوة أولى لبرمجة لقاءات أخرى بألمانيا. ونوه المسؤول الحكومي بالتواجد المغربي في ألمانيا، وقال: "لا يمكننا إلا أن نفتخر بمكانة المغاربة في المجتمع الألماني وما استطاعوا تحقيقه، حضورهم متميز على جميع المستويات، لذلك يجب أن نتحدث عن المستقبل، لأن لدينا رأسمال كبيرا وهم مغاربة العالم الذين يجب أن يكونوا منخرطين في المشروع التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس". وبخصوص العمل الجمعوي، أكد بنعتيق أن الوزارة تتلقى طلبات قليلة، بعضها يهم أنشطة مناسباتية. وأضاف "رجاء يجب أن ندخل في شراكات ولو كانت متواضعة، لكن يجب أن تكون قوية ومستمرة، لأن تأطير الأجيال المقبلة لا يمكن أن يكون دون وجود هذا العمل المشترك اليومي". واعتبر بنعتيق أن مغاربة العالم ليسوا موحدين في العمل الجمعوي، وتساءل: "ألا تستطيعون توحيد عملكم وخلق إطارات مشتركة تشتغل في المجال نفسه؟"، قبل أن يضيف قائلا: "ذلك سيسهل علينا العمل، لأنه آن الأوان لنبحث عن الفعالية والمردودية، ويمكننا تجاوز الخلافات بين الأفراد لأن خيمة الوطن تجمعنا جميعا، ونحن مستعدون لتوفير جميع الشروط لذلك". وأكد بنعتيق أن الوزارة تتعامل مع جميع الجمعيات على قدم المساواة. وأضاف "المطلوب منا أن نتعامل مع جميع المغاربة أينما وجدوا في العالم، سواء كانوا منظمين في إطارات أو فرادى، لأن هذا واجبنا". ودعا وزير "الجالية" إلى تنظيم جامعات للأطفال، مطالبا الجمعيات بالإكثار من الاهتمام بالأطفال على اعتبار أنهم مستقبل الغد، مضيفا "يجب أن نعمل على خلق ورشات أساسية لنعلم أطفالنا التعايش وفهم بلدهم ومراحله التاريخية والأشواط التي قطعها والصعوبات التي تواجهه، وليتحملوا في الوقت نفسه المسؤولية كفاعلين في مشروع كبير اسمه المغرب الذي نحبه جميعا". ولم يفوت بنعتيق الفرصة دون أن يطالب الجمعيات بالاهتمام بالمتقاعدين وإدماجهم في برامجهم الثقافية، مؤكدا أن واجب العرفان بما قدموه يستلزم إكرامهم ورد الدين لهم عبر خلق برامج زيارات لهم تنقلهم إلى مناطق جديدة في المملكة. وعاد وزير الجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة إلى التأكيد على أن الوزارة تتكلف بنقل جثامين المغاربة، الذين لا يتوفرون على تأمين ولا معيل لهم. وخاطب الحاضرين قائلا: "بتوجيهات ملكية نباشر هذه العملية، إذ نقلنا خلال السنة الحالية 520 جثة عبر العالم، لذلك أرجوكم لا تتركوا أحدا يقوم بجمع الأموال لنقل موتانا، نحن نتكلف بذلك، فقط أخبروا التمثيليات الدبلوماسية المغربية".