أكد عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن "الوقت قد حان ليساهم مغاربة العالم في النموذج التنموي الكبير الذي يقوده الملك محمد السادس بكل إصرار وتحد، وذلك ليتبوأ المغرب المكانة التي يستحقها". وقال الوزير، خلال لقاء تواصلي مع مغاربة ألمانيا، اليوم السبت بمدينة فرانكفورت الألمانية: "نرغب في تعزيز الاهتمام بالجالية المقيمة بالخارج التي استطاعت فرض تواجدها ببلدان الاستقبال والتعايش بشكل جيد"، وأضاف: "آن الأوان ليكون التعامل مستحضرا للمستقبل الذي تعترضه صعوبات، لكن فيه إيجابيات كثيرة". وشدد الوزير على أن المستقبل له أهميته، واسترسل: "المغربي بتلقائية له ارتباط بالوطن الأم وبشكل قوي واستثنائي، ويترجم ذلك بزياراته المتتالية للمغرب أو حين تمس القضية الوطنية..يتجندون بتلقائية دون توجيه، فرادى وجماعات، للدفاع بقوة عن بلدهم، وهذا ما يجعلنا نعتز بالانتماء". واسترسل المسؤول الحكومي: "المغرب اختار الديمقراطية التشاركية، وهو اختيار سياسي؛ لأنها ستمنحنا التكامل والتعايش وتجعلنا محصنين ضد الصعوبات..البلد اختار أن يراهن على التنمية الاقتصادية، وأن يكون من بين الدول الصاعدة في قطاعات أساسية صناعية وفلاحية، مقتنعا بأن الرأسمال البشري هو أقوى جواب على المستقبل". ودعا بنعتيق مغاربة العالم إلى الانخراط كرأسمال بشري في المشروع التنموي المغربي، موردا: "لا يمكن أن نتخيل مشروعا كبيرا في غياب كفاءات مغاربة العالم؛ لأنها قوة المغرب، وهي القوة الضاربة للمستقبل"، معتبرا أن "التوفر على المال والبترول دون إنسان لا يجعل البلدان قوية". واعتبر الوزير أن المغربي في أوروبا يشتغل بأمانة وضمير ويتفانى من أجل تربية أبنائه، معتبرا أن تلك القيم جعلت عددا من المقاولات والقطاعات تنفتح على المغاربة، وزاد "المغاربة مهندسون ويدرسون ولهم تقدير كبير"، يقول الوزير، داعيا إلى التغلب على المشاكل الموجودة والسير نحو إنجاح المشروع المغربي. وبعد استعراض المشاريع الصناعية والفلاحية التي تتواجد بالمغرب، أكد بنعتيق على ضرورة مساهمة الجالية في الدينامية الاقتصادية للمملكة، وأن تعمل على "جلب الاستثمارات إلى البلد وتنقل التكنولوجيا الموجودة في بلدان الاستقبال، وأن تكون قنوات وسطية لترويج المنتجات المغربية لتنافس في الأسواق العالمية"، مشددا على أهمية الجهة 13 التي اعتبر أنها أكبر جواب على تحديات الغد. وأعلن عبد الكريم بنعتيق خلق خلية للمتابعة، مهمتها متابعة حاملي المشاريع من مغاربة العالم، مردفا: "سنكون وسيطا مع الجهات المعنية لمواجهة التعقيدات الإدارية"، وداعيا مغاربة ألمانيا إلى جلب مشاريع كبرى إستراتيجية. ولم يفوت الوزير المغربي الفرصة دون الدعوة إلى احترام الجيل الأول من المهاجرين وتقديرهم، على اعتبار أن "لهم الفضل في تواجد جيل من الكفاءات بالخارج، بفضل مثابرتهم وتضحياتهم الجسيمة". وأعلن الوزير خلال اللقاء أن الوزارة قررت الرفع من عدد الجامعات الشبابية التي تقيمها كل سنة جامعة واحدة إلى خمس، ومن 120 مستفيدا إلى 560 مستفيدا، معتبرا أن ذلك تحد كبير. وتفعيلا لبرنامج اللقاء التواصلي، استقبل مسؤولون تابعون لكل من وزارة العدل والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وصندوق الضمان المركزي، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية، والمديرية العامة للضرائب، أفرادا من الجالية المغربية، استمعوا إلى شكاياتهم وقدموا لهم أجوبة حول تساؤلاتهم التي تهم القطاعات التي يمثلونها. وسبق للوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة أن حطت رحالها بكل من بلجيكا وفرنسا والإمارات العربية المتحدة، في لقاءات تواصلية مع مغاربة العالم، قبل أن تحط بألمانيا التي من المرتقب أن تحتضن لقاء ثانيا يوم غد الأحد بمدينة دوسلدورف.