من مختلف بقاع العالم، التأمت عشرات الجمعيات المنتمية إلى صفوف الجالية المغربية بالخارج، اليوم الأربعاء بالرباط، في إطار المنتدى التشاوري الثاني للمجتمع المدني لمغاربة العالم، الذي تنظمه الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة. ويهدف هذا اللقاء الذي تشارك فيه، بحسب الجهة المنظمة، أكثر من 100 جمعية من المجتمع المدني لمغاربة العالم، إلى بحث آليات جديدة لمواكبة مغاربة العالم تتوافق وانتظاراتهم وحاجياتهم، ويشكل فرصة، كذلك، ل"تقاسم التجارب والممارسات الجيدة عبر تنظيم 5 ورشات طيلة اليوم؛ تتطرق لمواضيع تهم هذه الشريحة الواسعة من المغاربة". وفي كلمة افتتاحية، أكد عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، على الحاجة الملحة لهذه الجمعيات للمشاركة في صناعة القرار وتطوير آليات اشتغال الوزارة مع مغاربة العالم؛ وذلك عبر التفاعل الدائم معها حول مختلف القضايا المشتركة والبحث عن حلول بشكل جماعي. وأوضح بنعتيق أن العالم يعيش اليوم مرحلة معقدة وصعبة، ينبغي فيها التعاون مع الجالية لتدبير التحولات التي تقع في بلدان الإقامة، ودعا إلى إعادة النظر في المقاربة التي ينهجها المغرب في قطاع الهجرة والمغاربة بالخارج، قائلاً: "آن الأوان بعد 60 سنة أن نقوم بقراءة في مسار مغاربة العالم، لا يمكن لنا الاستمرار بنفس الآليات التي، رغم مفعولها، أصبحت متواضعة في التعاطي مع مجموعة من القضايا الشائكة في المهجر". وأكد المسؤول الحكومي أن الملك محمد السادس أعطى تعليمات خاصة واستثنائية لتعزيز الاهتمام بمغاربة العالم. وفي هذا الصدد، كشف أن الوزارة ستقوم بجولات ماراثونية في مختلف دول العالم، لتعزيز آليات التواصل مع المغاربة المقيمين هناك. وأشار الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة إلى ضرورة الانتقال من المقاربة التقليدية التي ترى في مغاربة العالم فقط مصدرا لجلب الأموال وإقامة مشاريع في بلدهم، إلى مقاربة جديدة تكون بمثابة قنطرة لنقل التكنولوجيا والخبرات والمشاركة في الربط بين القطاعات الرفيعة التي يتواجدون فيها، وبين القطاعات المغربية، خصوصا على المستوى الصناعي والتجاري والبحث العلمي. وأورد بنعتيق، كمثال على ذلك، وجود أكثر من 400 ألف شاب مغربي من الجالية يتوفرون على "باك + 5"، وسبعة آلاف طبيب، جزء كبير منهم يمارس البحث العلمي، بالإضافة إلى أزيد من 900 ألف مغربي يشغلون مناصب تدبيرية عليا ويساهمون في صناعة القرار. وقال بنعتيق: "السؤال المطروح هو كيفية التعامل مع الرأسمال البشري، وإشراك أبناء الجالية الذين يمثلون المستقبل حتى يكونوا شريحة أساسية وغير مبعدة، وهو من بين أحد أهداف هذا المنتدى لتقاسم الخبرة مع وطننا الأصلي بدون الحاجة إلى وساطة". ويضم اللقاء الذي تنظمه الوزارة، ورشات متعددة، من قبيل "أية مواكبة لشباب مغاربة العالم؟" وتعليم اللغة العربية لفائدة أبناء الجالية، والعرض الثقافي الموجه لمغاربة العالم، والمشاركة السياسية، والعيش المشترك. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في تصريح للصحافة على هامش المنتدى، أن "الوزارة لديها قناعة بأنه لا يُمكن ترجمة أية استراتيجية تهم مغاربة العالم في غياب جمعيات المجتمع المدني"، لافتاً الانتباه إلى أن "الوقت قد حان للخروج من مرحلة التشكي إلى مرحلة مواجهة الواقع".