أكد الأديب الإسباني الكبير خوان غويتيسولو أن الشباب يقومون حاليا بعملية تغيير تام بكل انحاء العالم، وبالاخص في الدول العربية، حيث لا تهدأ الثورة. واشار غويتيسولو، خلال لقاء اعلامي عقد على هامش انعقاد الصالون الدولي للكتاب الأفريقي بمدينة تينيريفي الاسبانية، الى وجود ثلاثة عوامل حفزت بشكل مشترك هذا التغيير، وهي ظهور موقع "ويكيليكس" الالكتروني، والشبكات الاجتماعية، وشعور عام بالتعب لدى الشعوب. ويرى الكاتب الاسباني ان الربيع العربي "ظاهرة لا يمكن وقفها"، وهي التي اجبرت معمر القذافي على الاختباء "كفأر في جحر"، بعد ان وصف الشعب الليبي ب"الجرذان". وكان غويتيسولو (80 عاما) قد رفض عام 2009 قبول جائزة معمر القذافي العالمية في الآداب، وقيمتها 150 ألف يورو، معتبرا أنه لا يمكن أن يقبل جائزة من نظام لا تتفق معاييره مع المبادئ التي يؤمن بها. كما أشار الكاتب الى المغرب، حيث يقيم منذ فترة، وقال ان الموجة الثورية امتدت اليها وان شعبها لم يعد يخشى الحديث في السياسة. واعتبر غويتيسولو، المؤيد لحركة الاحتجاجات الاسبانية (15 مايو)، ان العالم لا يعيش في رأسمالية عالمية، بل في "كازينو عالمي" حيث تكون الاسواق هي صاحبة القرار، بدلا من الاحزاب السياسية. واضاف ان الشعوب ربما ترضى العيش في ظل ديكتاتورية واحدة، ولكنها لا تتحمل ديكتاتورية لا تنتهي وتقود الى الفقر. يشار إلى أن غويتيسولو فاز بعدة جوائز أدبية رفيعة أهمها "دون كيخوته"، وجائزة أوكتابيو بات للآداب، والجائزة الوطنية للأدب الإسباني، وجائزة الشاعر الفلسطيني محمود درويش للثقافة والإبداع. ومن أهم أعماله "آلام في الجنة" (1955)، وثلاثية "المستقبل الزائل" (1955)، و"علامات الهوية" (1966)، و"استرداد دون خوليان" (1970)، و"الأربعينية" (1991)، "الطائر الذي يقوض عشه" (2001).