في مقال نشر في جريدة (الباييس)، حلل الأديب والمستعرب الإسباني خوان غويتيسولو أهم عناصر الثورة المصرية التي دفعت الرئيس حسني مبارك للتنحي. وتذكر غويتيسولو في مستهل مقاله آخر زيارة له إلى مصر ومروره بميدان التحرير، وذلك بالتزامن مع فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية والاحتفالات الجنونية التي صاحبت هذا الأمر في ميدان التحرير. وأضاف الكاتب الإسباني "تذكرت حينها كلمات محمود درويش المرة عن كون كرة القدم المتنفس الذي يهرب إليه الشباب لينفسوا عن غضبهم بسبب الذل الذي يواجهونه". وقال غويتيسولو "عقب اغتيال السادات وديكتاتورية مبارك، بدا الشعب مستسلما للمسرح السياسي المشترك مع بقية الدول الشقيقة: الفقر والأمية والفروق الطبقية الكبيرة والفساد والانتخابات المزورة ومبدأ أب الوطن". وشبه الكاتب انتحار الشاب التونسي محمد بوعزيزي بحرق نفسه، الشرارة التي أشعلت فتيل الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، وحمست المصريين على المضي قدما في ثورتهم الشبابية بأنها مثل "صلب المسيح" للتكفير عن خطايا البشرية. وكان غويتيسولو أول من تنبأ بانتقال شرار احتجاجات تونس إلى مصر، حيث قال في 18 يناير الماضي، خلال تقديم المؤلف الثامن من أعماله الكاملة والذي يضم نصوصا صحفية، "إن روح الاحتجاجات التي شهدتها تونس في الأيام الأخيرة "يمكن أن تنتقل إلى مصر بكل سهولة"، وهو ما حدث فعلا في أقل مما كان متوقعا. وحول الوضع في مصر وشعور المصريين باحتلال مديان التحرير أبرز أن "المصريين شعروا في الميدان بأنهم ملاك مستقبلهم ومصيرهم وعليهم أن يقولوا كفى!". وأشاد الكاتب بالمشاركة المتزايدة لمختلف الفئات الاجتماعية والسياسية على اختلاف أطيافها في الثورة من شباب وبالغين ومدونيين بل وعائلات بأكملها. واعتبر غويتيسولو أن السبب الوحيد الذي دفع كل هذه الفئات لهذا الأمر هو "اشتراكهم في الإيمان العميق بضرورة التغيير والحماس والمشاعر التي جمعتهم". وكان الكاتب الإسباني قد أكد مطلع الشهر الجاري أنه "لا أحد بإمكانه التكهن بما سيحدث" في العالم العربي في ظل الاحتجاجات الراهنة، لأنه يعيش حاليا "ثورة حقيقية" على حد قوله. وفي تصريحات صحفية بمدينة قرطبة جنوبي إسبانيا، قال الكاتب إنه لا ينبغي التعميم والتفكير بأن حركات الاحتجاج ستحدث في دول أخرى كالمغرب، على اعتبار أن كل "بلد يعيش في وضع مختلف"، مشيرا إلى أن مستوى الحياة في مصر، التي شهدت حاليا أبرز الثورات، أقل بكثير من بلدان أخرى كالجزائر والمغرب.