طيلة مسار حياة سهام سِيفْر(الصورة)، والممتدّ لحدود السّاعة على 21 سنة بالتّمام والكمال، وأسرتها تتنبّأ لها بصعوبات بفعل معاناتها من إعاقة حركية وذهنية.. إلاّ أنّ توقعات أسرة سيفر، وفي مقدّمتها الأب عبد القادر، لم تكن تمتدّ إلى حدّ توقع رفض صعود ابنتها طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية وحرمانها من خدمة أدّت ثمن الاستفادة منها. الواقعة رُصدت على أرضية مطار محمّد الخامس بالدّار البيضاء يوم ال10 من شهر شتنبر الجاري، وقد أثارت اهتمام الإعلام الفرنسي باعتبار أسرة سيفْرْ متمتّعة بجنسية البلد المذكور.. وقد أوردت "لُو بَارِيزْيَانْ" بأنّ صعُود أسماء للطائرة الضامنة للرحلة AT770، نحو مطار شَارْل دُو كُولْ، قد تمّ بطريقة فجّة. وقال الأب عبد القادر سِيفْرْ بأن الطيّار رفض صعود أسماء بناء على كونها "ذَاتَ احتِيَاجَات خاصّة".. وأضاف سِيفْر الأب: "صعدنا الدرج وهممنَا بولوج الطّائرة.. إلاّ أن المسؤول الأول عن المركبة رفض دخولنا بداعي اصطحابنا لمعاقَة، وقد واجهنا بكون الطائرة تُقلّ 160 راكبا ولا تنقل المعاقين.. ثم أغلق الباب في وجهنا دون أي تفسير". يوم ال10 من دجنبر سيبقى عالقا بذاكرة أسرة أسماء سيفْرْ التي اضطرّت للانتظار طيلة 4 ساعات، بإحدى المستودعات المتواجدة على أرضية مطار الدّار البيضاء الدولي، قبل أن تفلح وأُسرتَها في استقلال طائرة أخرى نقلت الجميع صوب باريس.. وخلال مسار الرحلة الجوّية اتخذ ربّ الأسرة قراره بتقديم شكاية للشرطة الفرنسية من أجل فتح تحقيق في الموضوع. أسرة أسماء سِيفْر، وهي الشابة غير القادرة على الكلام ولا المشي والمحتاجة لمساعدة ذويها حتّى عند تناول الطعام، اعتبرت المعاملة التي طالتها "مهينة" لأنها جُعلت تبدُو وكأنّها "تشكّل خطورة كبيرة على المجتمع".. كما أوردت ضمن تصريحات لها بأن ما تمّ لا يتوافق بتاتاً والاتفاق التامّ بين وكالة الأسفار الحاجزة لتذاكر الرحلة وشركة "لاّرَامْ"، خاصة وأن الوكالة سبق لها إشعار شركة الملاحة الجوية المدنية المذكورة بحالة أسماء، أواخر أبريل الماضي، مع غياب تسجيل أي اعتراض من لدن النّاقِل على هذا المعطى. محنة أسرة سِيفْرْ، التي أثير تسبب الخطوط الملكية المغربية فيها، استمرّت ل 72 ساعة إضافية.. إذ أنّ منقولاتها، وهي المضمّنة بحقائب سفر، كانت غادرت ضمن الرحلة AT770 التي مُنعت من الولوج للمركبة القائمة بها، ما تطلب الانتظار طيلة 3 أيّام للتحصل على أدوية أسماء التي كانت ضمنها.. مع رصد فقدان عدّة متعلقات شخصية قالت أسرة سِيفْر بأنّ من بينها ملابس وآلة تصوير احترافية كانت ضمن الحقائب المتوصّل بها "مُمَزّقَة". حري بالذكر أن واقعة مماثلة رُصدت بفرنسا وأفضت إلى فتح تحقيق، بداية الأسبوع الجاري، من لدن الإدارة العامة للملاحة الجوية المدنية.. ويتعلّق الأمر بمجموعة من الصُّمّ منعوا من امتطاء طائرة ل "غْرِيكْ إيرمِيسْ" المنفذة لرحلة مسوّق لها من لدن "طيران البحر الأبيض المتوسّط".. حيث شرع في الإنصات لتفاسير الواقفين وراء هذا المعطى ومدى "توافق هذا الإجراء مع قوانين الملاحة الجوّية".