خلفت الرياح العاصفية والتساقطات المطرية الكثيفة التي تشهدها عدة مناطق وجهات في المملكة، وعلى رأسها الدارالبيضاء، خسائر مادية كبيرة. وشهدت عدة أحياء بالعاصمة الاقتصادية، انهيارات في الأعمدة الكهربائية التابعة لشركة "ليديك"، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف العديد من السيارات. وعرفت منطقة صوجيكا بحي ليساسفة، صباح يوم الخميس، انهيار سور لأحد الأسواق، خلف خسائر كبيرة طالت سبع سبارات. وانهار السور فجأة على السيارات التابعة لإحدى الشركات المتوقفة بجانبه داخل مكان للإصلاح الميكانيكي بسبب شدة الرياح. وعلى مستوى شارع الروداني بحي المعاريف، أدت الرياح القوية إلى تطاير صحن هوائي ليسقط على سيارة مخلفا خسائر فادحة. كما سقط عمودان كهربائيان بالقرب من عمارة "الحبوس" بالجيش الملكي على إحدى السيارات المتوقفة. وعلى مستوى عين الشق، عرفت إحدى المدارس الابتدائية انهيار سورها فوق إحدى السيارات من نوع "بارتنير"، كما شهد نفس الحي، سقوط نخلة على منزل للمسنين، وأخرى على منزل مجاور للدار المذكورة، ما خلف هلعا كبيرا في صفوف السكان. لوحات إعلانية طائرة هذه الرياح القوية دفعت سلطات مدينة الدارالبيضاء إلى إعلان حالة طوارئ، خاصة بعد سقوط أحد الأعمدة الكهربائية كان يحمل لوحة إعلانية على فوج سياحي صيني، وتسببه في إصابة أحدهم بجروح خطيرة، يوم أمس الأربعاء، تطلبت نقله على عجل إلى قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد. وسارعت مصالح مجلس جماعة الدارالبيضاء، وشركة ليديك، التي تشرف على التدبير المفوض للإنارة العمومية، إلى استبدال معظم أعمدة الإنارة العمومية بمنطقة كورنيش عين الذياب في عمليات تدخل انطلقت منذ الساعة السادسة من مساء أمس واستمرت طوال الليل، ولم تتوقف إلى حد الساعة. وقال مصدر مسؤول من مجلس مدينة الدارالبيضاء إن حادث إصابة السائح الأسيوي ونقله على عجل إلى قسم الإنعاش حمل المسؤولين على التدخل بشكل عاجل للوقوف على الحالة التقنية للأعمدة الكهربائية، التي تبين أن معظمها مصاب بالتآكل؛ ما جعل المسؤولين يتخذون قرار استبدالها فورا. وأكد المصدر أن جماعة الدارالبيضاء قررت تعميم عمليات المراقبة لكافة الأعمدة والتجهيزات المرتبطة بها، في جميع مناطق المدينة. وسارعت الشركات المالكة للوحات الإعلانية إلى إرسال مسؤوليها للوقوف على الأضرار التي تسببت فيها الرياح القوية التي تضرب الدارالبيضاء منذ يوم أمس الأربعاء. وتسببت الرياح القوية في إزاحة مجموعة كبيرة من الإعلانات المثبتة على اللوحات الإعلانية المنتشرة في شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية. لوزانوشفشاون نصيب وبدورها شهدت أقاليم جهة طنجةتطوان، على غرار عدد من المدن المغربية، منذ صباح اليوم الخميس، هبوب رياح قوية وتساقطات مطرية كثيفة، أدت إلى تسجيل خسائر مادية وزرع موجة من الرعب وسط السكان. ففي مدينة وزان، اقتلعت الرياح عددا من الأشجار وأعمدة إنارة نجم عنها إلحاق خسائر كبيرة، كما هو الحال بالنسبة لحي العدير بالمدينة ذاتها. كما أفضت قوة الرياح إلى شل الحركة بالمدينة تماما، وتسببت في اقتلاع بعض العلامات المرورية، وأثرت بشكل واضح على شبكات الاتصال والتواصل. وفي إقليمشفشاون، أدت هذه الظاهرة الطبيعية الاستثنائية إلى تسجيل عدد من الحوادث، منها انهيار سور وسقف مؤسسة تعليمية بفعل الرياح القوية التي هبت وتسببت في إلحاق أضرار بسقف ونوافذ مدرسة "تاشكة" السفلى بجماعة باب برد.