نتيجة الصلة المباشرة بين التلاميذ والمشرفين على مسابقة تحدي القراءة العربي بالمدارس، فإن دور المشرف أساسي في إنجاح المسابقة لأنه يقوم بتوجيه وتتبع فعاليات المسابقة على مستوى مدرسته، وأول شرط يجب توفره فيه، أن يكون مدرسا للغة العربية، وواسع الاطلاع ليتمكن من جعل القراءة نشاطا معرفيا مستمرا وممارسة يومية ومنهج حياة لدى التلاميذ، كما عليه أن يؤمن بأن القراءة الحرة أو اللامنهجية درب سالك لتمكين التلاميذ من اكتساب المعارف التي تساعدهم على تطوير آليات تفكير جديدة وتأسيس قدرات تحليلية ونقدية تكون لها انعكاسات إيجابية على تحصيلهم الدراسي، وعلى ارتفاع منسوب ثقافتهم وتقديرهم لذاتهم، وتعزز قيم التسامح والمحبة والانفتاح الثقافي والفكري لديهم. ومن المهام التي يقوم بها المشرف على مسابقة تحدي القراءة العربي في المدرسة، استقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ للمشاركة في المسابقة والقيام بتسجيلهم وتوجيههم لنوعية الكتب المقروءة وتوزيع جوازات القراءة وتصحيح الملخصات وتنظيم التصفيات على مستوى المدرسة. وحتى يسهل على المشرف القيام بمهامه فلا بأس لو يقوم بزيارة البوابة الإلكترونية للمسابقة، ليطلع على كل تفاصيل المسابقة، وإن كانت مدرسته قد سبق لها الانخراط في الدورات السابقة فإنه سيواصل إدارة حسابه الخاص بالمسابقة، مع القيام بالتعديلات اللازمة، مثلا إن تغير عدد التلاميذ، فعليه تعديل العدد، وحذف الذين غادروا المدرسة وتسجيل الجدد، أما إن كانت المدرسة ستشارك في المسابقة لأول مرة، فعلى مدير المدرسة أن يقوم بتسجيلها وتسجيل المشرف الذي يطلب من التلاميذ الراغبين في المشاركة التواصل معه ليقوم بتسجيلهم، ويوجههم إلى نوعية الكتب المقروءة والتي يشترط فيها التنويع لتحقيق أثرها الإيجابي عليهم، لذلك على المشرف أن يطلب من التلاميذ عدم الاقتصار على حقل معرفي دون آخر، فتشمل الكتب المقروءة كل الحقول المعرفية، كالأدب والفلسفة والطب والتاريخ والعلوم والدين، وأيضا تكون الكتب باللغة العربية، أو مترجمة إلى اللغة العربية، وتكون ورقية أو إلكترونية. على المشرف أن يراعي في اختياره للكتب نوعيتها، وهل هي ملائمة للمرحلة العمرية للتلميذ أم لا؟ لأن هدف المسابقة هو غرس حب القراءة لدى الناشئة، لذلك فإن اقتراح المشرف لكتب غير ملائمة لسن التلاميذ أو تفوق مستواهم المعرفي سيجعل أمر قراءتها وفهمها صعبا عليهم، وذلك قد ينفرهم من القراءة بدل تحبيبها لهم، لذلك فمن المستحسن توجيههم لقراءة كتب تلقى تجاوبا في أنفسهم فيتمكنون من استيعابها وفهمها فتحقق لهم بالنتيجة متعة القراءة لمغايرتها لما يُدرَّس لهم، كما تعمل على تنمية عقولهم وتوسيع مخيلتهم ومداركهم. ويقوم المشرف أيضا بتشجيع التلاميذ على قراءة الكتاب الورقي والإلكتروني، فيضع بذلك، أمامهم خيارات كثيرة من خلال توجيههم لعناوين الكتب الإلكترونية والورقية. أما بالنسبة لجوازات تحدي القراءة العربي فإن عددها خمسة، الأمر الذي يجعل الدورة تنقسم إلى خمسة مراحل، وكل طالب قرأ عشرة كتب ولخصها في تأشيرات جواز يكون قد اجتاز مرحلة من مراحل المسابقة، ويتم ذلك بالترتيب وحسب ألوان الجوازات. تبدأ المرحلة الأولى بتسليم المشرف للطلاب الجواز الأحمر، ويفسر لهم الخطوات العملية التي عليهم اتباعها، والمتمثلة في تعبئة المعلومات الشخصية للطالب في الجواز ثم تعبئة معلومات حول الكتاب وتلخيصه في تأشيرة واحدة من الجواز، ولملء كل التأشيرات على الطالب قراءة عشرة كتب، وكل من ملأ تأشيرات الجواز الأحمر يكون قد أنهى المرحلة الأولى من المسابقة. بعد المرحلة الأولى تبدأ المرحلة الثانية، فيسلم المشرف للطالب الجواز الأخضر ليقوم بقراءة عشرة كتب وتلخيصها في التأشيرات، ثم في المرحلة الثالثة يسلمه الجواز الأزرق ليقوم بنفس الأمر، وفي المرحلة الرابعة يسلمه الجواز الفضي ثم في المرحلة الخامسة يسلمه الجواز الذهبي الذي يحيل على المرحلة الخامسة أو الأخيرة من المسابقة، وبانتهاء الطالب من ملء تأشيرات الجوازات الخمس يكون قد قرأ خمسون كتابا. أما بالنسبة للتلاميذ الذين لا يستطيعون إنهاء كل المراحل فعلى المشرف أن يطلب منهم الاحتفاظ بجوازاتهم لإتمام المراحل المتبقية في الدورة الموالية، فمثلا من أنهى مرحلة فقط أي ملأ تأشيرات الجواز الأحمر، فسيقوم المشرف في الدورة الموالية بتسليمه الجواز الأخضر ليبدأ المرحلة الثانية، وقد ينهي المراحل المتبقية وإن لم يستطع يقوم بذلك في الدورة التي بعدها، وهذه الطريقة سنتها الأمانة العامة لتحدي القراءة العربي لتشجيع التلاميذ على عدم التوقف عن القراءة، لأن حتى الذين يستطيعون قراءة كتاب واحد أو كتابين فقط في الدورة، يشجعهم المشرف على الاستمرار في المشاركة لعلهم يتعودون على القراءة ويقبلون عليها فيما بعد. وبالنسبة للتصفيات، فيشارك فيها التلاميذ الذين أنهوا المراحل الخمسة للمسابقة، أي يكونون قد قرأوا خمسون كتابا وقاموا بتلخيصها بطريقة واضحة ومنظمة وشاملة في جوازات التحدي، وقام المشرف بمراجعتها وتصحيحها، أما بالنسبة للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة فيشترط أن يقوموا بتلخيص خمس وعشرين كتابا فقط للتأهل للتصفيات على مستوى المدرسة. ولإجراء التصفيات بالمدرسة، يقوم المشرف بالتعاون مع المدير وأساتذة اللغة العربية بتكوين لجنة تحكيم لاختيار التلاميذ المؤهلين للمرحلة الموالية من التصفيات. وحتى يتمكن المشرف من توفير الدعم للمسابقة بمدرسته عليه أن ينفتح على شركاء من خارج المدرسة، ومن هؤلاء، أولياء وآباء التلاميذ والمجتمع المدني كالجمعيات الثقافية ليقوموا بإغناء المكتبة المدرسية ودعم الأنشطة التي يتم تنظيمها حول مسابقة تحدي القراءة.