خلد وفد حكومي يضم أربعة وزراء من حكومة سعد الدين العثماني، اليوم الأحد بمحاميد الغزلان، الذكرى الستين للزيارة التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس سنة 1958 إلى المنطقة، والتي ألقى خلالها خطاباً تحدث فيه عن الأقاليم الصحراوية. وجاءت هذه الزيارة التخليدية في إطار فعاليات الملتقى الدولي الخامس للواحات والتنمية المستدامة، الذي ينظم بمدينة زاكورة تحت شعار "الواحات ورهانات التدبير الترابي"، والذي سيستمر إلى غاية الثلاثاء المقبل، ويتضمن معارض وندوات وتوقيع عدد من الاتفاقيات. وضم الوفد الحكومي كلا من محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، ومحمد بنعبد القادر الوزير المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، وفاطنة الكيحل كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان، ونزهة الوافي كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، إضافة إلى عدد من المسؤولين والمنتخبين المحليين والجهويين. وقال مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في تصريح لهسبريس، إن خطاب الملك محمد الخامس في محاميد الغزلان كان تاريخياً، مشيراً إلى أنه كان "إيذاناً بمواصلة الكفاح الوطني من أجل تحقيق الوحدة الترابية". وأضاف الكثيري قائلاً: "من جماعة محاميد الغزلان كان صوت محمد الخامس قد ارتفع كي يعلن للشعب المغربي مواصلة الكفاح الوطني حتى تتحرر سائر المناطق المحتلة"، مشيرا إلى أنه رغم صغر حجم الجماعة وتعداد سكانها القليل فقد "ولدت أبطالاً ومناضلين انخرطوا في جيش التحرير، بل أطروا وقادوا معارك عدة، وكان لهم تأثير حاسم على مسار جيش التحرير". وكان محمد الخامس قد استُقبل خلال زيارته إلى محاميد الغزلان من طرف وجهاء وشيوخ القبائل الصحراوية بعد عودته من المنفى بمدغشقر، ومرور سنتين على الإعلان عن استقلال البلاد. كما سبق للراحل الحسن الثاني أن قام بزيارة مماثلة إلى محاميد الغزلان سنة 1981. وخاطب محمد الخامس آنذاك سكان محاميد الغزلان قائلاً: "إن مجيئنا الرمزي إلى هذا المكان ليؤذن بأنه لن يبقى بعده شمال وجنوب إلا في الاصطلاح الجغرافي العادي، وسيكون هناك فقط المغرب الموحد". وأضاف "إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة، ألا وهي ربط حاضرنا بماضينا، وتشييد صرح مستقبل مزدهر ينعم فيه جميع رعايانا بالسعادة والرفاهية والهناء". وقد تم خلال هذا اللقاء التخليدي تكريم عدد من أبناء وأرامل المقاومين المنحدرين من محاميد الغزلان بمنحهم أوسمة من لدن المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير. كما تم توقيع اتفاقيات شراكة تهم تمويل مشروع خاص بالإدماج الاقتصادي والاجتماعي لفتيات ونساء المنطقة.