بعد الاتهامات التي وجهتها جبهة البوليساريو إلى السلطات المغربية بخصوص السماح لأمراء الخليج بصيد طيور مهددة بالانقراض واستنزاف خيرات المناطق الجنوبية مما يتسبب في اختلال التوازن البيئي، أكدت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن "صيد طائر الحبارى يتم وفق شروط صارمة تضمن استمرارية هذه الأصناف". وكانت جمعية "مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء"، التابعة لجبهة البوليساريو، قد كشفت قبل أيام أنها قامت برصد مخيمات لأمراء خليجيين بمنطقة "لمسيد" نواحي مدينة العيون، من ضمنهم شقيق الملك السعودي سلمان عبد العزيز آل سعود، أحمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمان آل سعود، وعم العاهل السعودي، يقومون بعمليات "صيد جائرة تحت حراسة أمنية مشددة، وبمباركة من السلطات المغربية"، وفق تعبيرها. وأشارت المندوبية، التي يشرف عليها المندوب السامي عبد العظيم الحافي، في توضيحات توصلت بها هسبريس أنه "لا يجوز أخذ هذه الطيور من الطبيعة أو صيدها إلا بترخيص من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بعد استيفاء شروط صارمة تضمن استمرارية هذه الأصناف"؛ وذلك بموجب القوانين المغربية، خاصة القانون 29-05 المتعلق بحماية أنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض ومحاربة الاتجار فيها، وكذا الاتفاقيات الدولية التي تعتبر طائر الحبارى من الطيور المحمية. المصادر ذاتها أوضحت أن رحلات القنص التي يقوم بها أمراء الخليج "تخص فقط الطيور المرباة التي تم إنتاجها في محطات مرخصة تستوفي الشروط التقنية والصحية المعمول بها دوليا"، ولفتت إلى أنه "يتم تسريح هذه الطيور في أماكن مخصصة للصيد تستفيد من الحراسة اللازمة وتتم تهيئتها لغرض تنمية الوحيش بها". وبحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن معدل نسبة الطيور التي يتم صيدها سنوياً لا يتعدى 30 بالمائة من العدد الإجمالي الذي تم تسريحه، كما أن الطيور المنتجة في هذه المحطات تستعمل في إعمار عدة مناطق مستوطنة لهذا الطائر. وحول المخالفين للقوانين، أوردت المندوبية أنه يتم تطبيق القانون بصرامة في جميع المخالفات المتعلقة بإدخال وحيازة الصقور بدون ترخيص، وقد تم تسجيل 07 حالات خلال السنة الماضية جرى تحرير محاضر في شأنها وفقا للمقتضيات القانونية المعمول بها. وفي وقت يؤكد فيه المدافعون عن البيئة أن رحلات الصيد الخليجية تعتبر سببا رئيسيا لانقراض مجموعة من الأصناف التي كانت منتشرة في المنطقة واختفت بسبب الصيد الجائر، أشارت معطيات المندوبية إلى أنه خلال السنة الماضية تم إطلاق عدد إجمالي من الطيور ناهز 18.000 طائر من نوع الحبارى، وأن "المؤشرات والمعطيات الميدانية تدل على تواجد الحبارى وارتفاع أعداده داخل المجالات المعنية بهذه العمليات". وكانت جبهة البوليساريو قد هاجمت مسألة اصطياد أمراء السعودية لطائر الحبارى، وقالت إنه يأتي لاعتبارات متعددة؛ أولها أنه "رمز من رموز صحاري الجزيرة العربية، وهو الطريدة الأولى والتراثية للصقارين، ولكونه يشكل التحدي الكبير لهم ولصقورهم، واصطياده يُعطيهم الإحساس بالفخر والنصر". يشار إلى أن طيور الحبارى تعيش في السهوب والمناطق الصحراوية، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض بسبب التغير المناخي والصيد الجائر. وتتغذى طيور الحبارى على ما تجده في البيئة حولها، كالأنواع المختلفة من النباتات، منها البذور والثمار الجافة والأوراق النباتية، وأيضا على اللافقاريات كالجراد والعقارب؛ الأمر الذي يجعل وجودها مهما في التوازن البيئي.