استعرض مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بشراكة مع جريدة هسبريس الإلكترونية، مسار أربعين مغربيا مقيما بالدار الإيطالية التي تضم 520 ألف مغربي. التجربة التي تضمنها كتاب "وجوه مغربية بإيطاليا"، الذي أعد المجلس بشراكة مع هسبريس، تضمن مجموعة من "البورتريهات" الخاصة بعدد من الكفاءات المغربية التي استطاعت التأقلم والاندماج في بلاد المهجر. الكتاب أنجزه الزميلان طارق العاطفي وأمين الخياري، وسلط الضوء على نماذج من مغاربة إيطاليا تمكنوا من تجاوز صعوبات الاندماج، وأضحوا يشكلون ركائز مهمة في إيطاليا. وبحسب ما أكده الزميل أمين الخياري، فإن هذا الكتاب يرصد مسارات مغاربة إيطاليا، ويعد نافذة للتعرف على كفاءات مغربية اختلفت مساراتها ودواعي هجرتها. وأوضح الخياري الذي كان يتحدث في ندوة لرواق مجلس الجالية بمعرض الكتاب بالدار البيضاء، زوال اليوم الأربعاء، أن الوصول إلى هذه الكفاءات المغربية وتسليط الضوء عليها كان صعبا، خاصة أن المهمة الأساسية كانت تتمثل في رسم بورتريهات عن شخصيات لها تأثير في البلد المضيف. ولفت الخياري إلى أن تجربة هذا الكتاب أماطت اللثام عن مسارات شخصيات ناجحة لمغاربة هاجروا بدون أمل، وتمكنوا من فرض أنفسهم وفرض الثقافة المغربية، وأردف أن هسبريس، رفقة مجلس الجالية، "منفتحة على كل الكفاءات في الخارج وسنسلط الضوء على أي كفاءة للتعريف بها". وأشار المتحدث نفسه إلى أن حكاية بعض المغاربة عن مساراتهم خلفت أثرا كبيرا، وتعكس ما مر به هؤلاء قبل أن تصير حياتهم قصصا تروى. وشدد أمين الخياري على أن مجلس الجالية يعد من المؤسسات القليلة التي تقوم بمثل هذه الأعمال، وتعرف بمغاربة الخارج. من جهته، حماد بشري، عضو مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، قال إن هذا الكتاب تمت ترجمته إلى اللغة الايطالية من أجل تمكين مغاربة إيطاليا الذين لا يتحدثون اللغة العربية من التعرف على مسارات هذه الكفاءات، وأيضا لتمكين الإيطاليين من معرفة الكفاءات المغربية التي تشغل مناصب عدة، من أطباء وسياسيين ومحامين وغيرهم. ودعا المتحدث نفسه إلى إعداد تجربة جديدة، يتم خلالها تسليط الضوء على الجيل الجديد، وأيضا على مغاربة يمتهنون مهنا كانت حكرا فقط على الإيطاليين، مع تشجيع المرأة والاهتمام بها. وتمت الدعوة إلى الانفتاح على المغاربة المقيمين بدول جنوب الصحراء، خاصة مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، للتعريف بهذه الطاقات والكفاءات. وأكد الخياري أن هسبريس منفتحة على جميع الكفاءات والطاقات المغربية في مختلف ربوع العالم، مشيرا إلى أن مغاربة الخارج يشكلون نسبة مهمة من قرائها.