أكد السيد ادريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن الجالية المغربية تبدع بكل لغات العالم، بالرغم من أن الفرنسية لا تزال هي الطاغية على كتابات عشرات مغاربة العالم. وقال السيد اليزمي، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فقرات المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام حاليا بالدار البيضاء (من 11 إلى 20 فبراير الجاري)، إن هذه الظاهرة لا تزال سارية ، مشيرا في هذا الصدد إلى الأدباء المغاربة المرموقين في الخارج الذين ألفوا ويؤلفون باللغة الفرنسية أمثال الراحلين محمد خير الدين وإدريس الشرايبي، وعبد الطيف اللعبي والطاهر بنجلون. في المقابل، يؤكد السيد اليزمي ، ظهر في الآونة الأخيرة كتاب جدد يعبرون بلغات أخرى مثل الهولندية والفلامانية والكاطالانية والانجليزية، معبرا عن اعتقاده بأن المشهد الثقافي سيعرف خلال السنوات المقبلة إبداعا مغربيا بالاسبانية والإيطالية ولغات أخرى متداولة على المستوى العالمي. وبعد أن شدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل ترجمة إبداعات المهاجرين في الخارج ليطلع عليه عدد من المتلقين، أكد السيد اليزمي على أن أبناء المهاجرين أكثر غزارة في الانتاج ، مبرزا أن الجيل الثاني يعالج في كتاباته على الخصوص المواضيع الاجتماعية وإشكاليات الهوية والبحث عن الذات. وأوضح في هذا الصدد أن كتاب "الأب الأخير" لنجاة الهاشمي المكتوب بالكاطالانية والذي حصلت من خلاله على جائزة في برشلونة، يمكن أن يلخص هذه النوعية من الإبداع المكتوب في المهجر بمقاربته لقضية الهوية عن طريق رصد العلاقة مع الأب والأم. واعتبر أن هذا الإبداع يتحرك في بعض منه في مسار الصراع العنيف مع الجذور تارة والمصالحة تارة أخرى، وهي المنشودة بطريقة واعية أو غير واعية. وأوضح أن المصالحة مع العائلة تعني المصالحة مع الهوية والأصل والتي ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار الانتماء الجديد وما يفرضه من سؤال الاختيار بين الأصل أو المنشأ. وقال السيد اليزمي، من جهة أخرى، إنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار التحولات الجذرية التي يعبر عنها أدب المهجر ، خاصة الجيل الثاني ، مشيرا إلى توفر المهارجين في الخارج على كفاءات مهمة مستدلا باللقاء الذي نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج مؤخرا حول الصحافة في المهجر والذي عرف مشاركة 230 شخصا من 18 دولة، من بينهم صحفية مغربية تقدم النشرة الإخبارية في التلفزيون الروسي، وأخرى كاتبة عمود في أكبر يومية اقتصادية بإيطاليا التي يقرأها رجال الأعمال والنخب الاقتصادية بالبلاد، وكذا باحث يدرس الإعلام في البرازيل. وفي ما يتعلق بتوجيه الكتابة إلى بعض القضايا أو بعض اللغات، أكد السيد اليزمي أنه يجب تسليط الضوء على التحولات الطارئة على ظاهرة الهجرة والمتمثلة على الخصوص في العولمة والتأنيث والإشكاليات الاقتصادية الجديدة، وكذا محورية الإشكالية الثقافية في العلاقة بين الوطن والجالية. وأشار في هذا الإطار إلى عقد مجلس الجالية المغربية بالخارج لقاءات علمية حول قضايا اللغات وإصداره مجموعة من الكتب المتعلقة بقضية اللغة العربية وكيفية إيصالها إلى الآخر والتعامل معها. وركز السيد اليزمي على أهمية التواصل مع الجالية مع الأخذ بعين الاعتبار تنوع فعالياتها ومشاربها فهناك رياضيون ومتقاعدون وكتاب ورسامون وسينمائيون ومستثمرون وكفاءات في الميدان العلمي، وكذا تنوع المسارات في دول الإقامة. وخلص رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إلى أن مسلسل الاندماج في كندا، مثلا، ليس نفسه في دبي ولا في موسكو أو إيطاليا، داعيا إلى ضرورة التعرف على التنوع السوسيو- ثقافي للجالية بالخارج، وتنوع في مسار الاندماج واختلاف الأجيال، مما يؤكد على وجود "تطلعات واختلافات في أشكال العلاقة مع الوطن".