اعتبر رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج السيد ادريس اليزمي أن الكتاب من مغاربة العالم الذين يكتبون بجميع اللغات هم المؤشر على مدى التغيرات الجذرية التي شهدتها هذه الجالية التي تحظى بالتكريم في الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء. وأشار السيد اليزمي، في حوار نشرته صحيفة الاتحاد الاشتراكي اليوم الجمعة، في هذا السياق إلى حدوث ظاهرتين أساسيتين هما تأنيث الكتابة والإبداع وبروز الجيل الثاني والثالث من المبدعين كعبد القادر بنعلي وبوعزة وآخرون يتحدثون بكل لغات العالم. وأضاف أن ذلك يعد في حد ذاته توسيعا للثقافة المغربية وأفقها الإبداعي وسيساهم بالتأكيد في إغنائها، معتبرا أنه كان يمثل المغرب ويعرف به في الخارج في الخمسينات ادريس الشرايبي وفي الستينات محمد خير الدين وفي التسعينات وحتى اليوم عبد اللطيف اللعبي وسليم الجاي وغيرهم. كما سجل السيد اليزمي أن هناك إقبالا كبيرا على رواق الجالية المغربية بالخارج وعلى اقتناء الكتب، إلى جانب الندوات المنظمة في إطار برنامج "تكريم مغاربة العالم" الذي اعتبره حلقة في تصور إجمالي يتمثل في مسلسل "تاريخي لارجعة فيه" لاندماج هذه الفئة في مجتمعات الإقامة. وأوضح في هذا الصدد أنه ينتظر من المغرب الاستجابة لمطلب مستمر للجالية المغربية يتمثل في إحداث مراكز ثقافية بدول الإقامة، قائلا إن "أفراد الجالية لا يطالبون ببنايات توحي بأنها مراكز ثقافية وإنما يريدون منتوجا أدبيا وثقافيا وموسيقيا وفنيا وتشكيليا". وتابع السيد اليزمي، في هذا السياق، أن كل فرد من هذه الجالية "يبني هويته انطلاقا من التكامل عبر استيعاب ما يأخذه من المجتمع الأوروبي الذي ترعرع فيه وفي نفس الوقت ما يقدمه له موطنه الأصلي". من جهة أخرى، أشار السيد اليزمي إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج قرر وضع جميع كتب مغاربة العالم المعروضة في رواق الجالية المغربية بالخارج بعد المعرض في المكتبة الوطنية المغربية من أجل الاطلاع عليها ومساءلة كل الأفكار التي تتضمنها سواء فكريا أو إبداعيا.