ما زالت معاناة الرحل الموجودين بإقليمي تنغير وميدلت، خلال هذه الفترة، مستمرة؛ بالنظر إلى الحصار الذي فرضته عليهم التساقطات الثلجية الأخيرة وسوء الأحوال الجوية، حيث لا يزال العشرات منهم محاصرين وعالقين وسط الثلوج، في ظل نفاد مؤونتهم وأعلاف مواشيهم. وبالرغم من تدخل السلطات الإقليمية بتنغير ومصالح الدرك والجيش في اليومين الأخيرين لإغاثة الرحل المحاصرين بجبال بتلمي وضواحي آسول وآيت هاني وتقديم لهم المساعدات الغذائية والأغطية، كشفت مصادر مطلعة أن أحد هؤلاء الرحل، رفقة زوجته الحامل وابنتهما، لا يزالون محاصرين بمنطقة تعلامت الجبلية الفاصلة بين جماعة تلمي ومنطقة تمتتوشت الواقعة بالنفوذ الترابي لجماعة آيت هاني. وذكر المصادر ذاتها أن هؤلاء الرحل العالقين وسط الثلوج منذ أزيد من 15 يوما يعيشون في وضعية مزرية، نظرا إلى نفاد مؤونتهم وأعلاف المواشي وقلة الأغطية وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مشددة على أنهم توصلوا بنداء استغاثة من أفراد عائلة الأسرة المحاصرة يطالبون بضرورة الإسراع في فك العزلة عنهم وإنقاذهم من شبح الموت وفق المصادر ذاتها. وطالب العشرات من النشاء بالمنطقة الجهات المسؤولة بضرورة تحريك المروحيات وكاسحات الثلوج لإنقاذ هؤلاء الرحل وغيرهم المنتشرين بجبال تنغير وميدلت، محملين كامل المسؤولية للدولة التي لم تقم بحث هؤلاء الرحل على مغادرة هذه الأماكن، خصوصا أنها تعلم بأن الأجواء تتغير وستتساقط الثلوج بكمية كبيرة. سعيد بولا، فاعل سياسي بجماعة تلمي، قال إن سبعة متطوعين من دوار تغزوت آيت مرغاد بجماعة تلمي تمكنوا، مساء اليوم الأحد، من الوصول إلى الرحل المحاصرين بمنطقة تاعلامت على مشارف تامتتوشت، موضحا أنهم وجدوهم في وضعية حرجة نظرا لنفاد المؤونة والانخفاض الحاد في درجة الحرارة بالإضافة إلى نفوق ما يزيد عن 220 رأسا من الماشية، مطالبا بالتدخل العاجل لإخراجهم وإنقاذهم قبل فوات الأوان. مصدر مسؤول بعمالة تنغير أكد أن الآليات المتوفرة لدى العمالة والمجلس الإقليمي والجماعات الترابية جرى تسخيرها من أجل فتح بعض المسالك الجبلية بضواحي تلمي واوزيغيت وآيت هاني، مشيرا إلى أن السلطات الإقليمية وباقي المتدخلين سيعملون على فك العزلة عن هؤلاء الرحل وإغاثتهم وإنقاذهم.