خرج عدد من سكان دوار أيت توخسين، التابع ترابيا لجماعة تلمي، بإقليم تنغير، صباح اليوم الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر قيادة أمسمرير، لمطالبة السلطات المحلية والإقليمية بضرورة التدخل العاجل للعمل على إنقاذ مجموعة من الرحل العالقين بين جبال تلمي بإقليم تنغير، وجبال أكودال، بدائرة إملشيل، منذ أيام، بسبب الثلوج. المحتجون أكدوا أن عددا من الرحل محاصرون بين قمم الجبال المذكورة، دون مؤونة، ولا حطب تدفئة، مشددين على أن عددا كبيرا من رؤوس الماشية لهؤلاء الرحل نفقت بسبب الثلوج والبرد القارس، ومطالبين بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ أرواح الرحل، والعمل على تقديم المساعدات لهم، من أغطية وملابس شتوية، ومؤونة، وعلف لمواشيهم. مينة أزمور، إحدى النساء المشاركات في المسيرة الاحتجاجية، أوضحت أن المنطقة عرفت خلال هذه السنة تساقطات ثلجية غير مسبوقة، أدت إلى محاصرة الرحل ونفوق المواشي، مشيرة إلى أن عددا منهم، وخصوصا العالقون وسط الثلوج، حياتهم مهددة بفعل نفاذ المؤونة وعلف المواشي، ومستدركة بأن المسؤولية تتحملها الدولة التي لم توفر لهذه المناطق الجبلية الآليات الكفيلة بإزاحة الثلوج عن الطرقات. وذكرت المتحدثة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مصالح جماعة تلمي قامت في وقت وجيز بفتح جميع المسالك الطرقية التي أغلقت بسبب الثلوج بالمنطقة؛ في حين أن المصالح الإقليمية ومصالح وزارة التجهيز لم تستطع إلى حدود الآن إزاحة الثلوج للوصول إلى مكان الرحل، مسترسلة بأن الدرك الملكي قام بمجهودات وتضحيات كبيرة في سبيل الوصول إليهم، إلا أن غياب الإمكانيات اللوجسيتيكية الكافية صعب من مهمتهم. مطالب المحتجين، الموجهة إلى السلطات الإقليمية ومصالح وزارة التجهيز وباقي المصالح الأخرى مركزيا وجهويا وإقليميا، كانت مركزة على ضرورة إنقاذ الرحل المحاصرين، وتقديم كامل المساعدات لهم، للتخفيف عنهم من معاناة البرد القارس الذي تعرفه مناطق الجنوب الشرقي خلال هذه الأيام. في المقابل، أكد مصدر مسؤول، غير راغب في كشف هويته للعموم، أن القيادة الإقليمية للدرك الملكي بتنغير، وبتنسيق مع السلطات الإقليمية، قامت بتوفير مجموعة من المساعدات التي سيتم توزيعها على الرحل، عبر مروحية تابعة للدرك، إلا أن الأحوال الجوية غير المستقرة أدت إلى عدم إقلاعها، مشيرا إلى أن الجميع ينتظر استقرار الأحوال الجوية للقيام بجولة بمختلف الجبال لإغاثة الرحل المحاصرين. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن جميع الأجهزة، من مصالح وزارة الداخلية بالرباط والسلطات الإقليمية بتنغير، والقيادة الإقليمية للدرك الملكي، تواكب لحظة بلحظة واقع الرحل المحاصرين، من خلال الأخبار التي يتم تداولها، مشيرا إلى أن مكان محاصرة هؤلاء غير معروف إلى حدود الساعة، وزاد موضحا: "سنعمل كل ما بوسعنا للوصول إليهم وإنقاذهم، وعلى المجتمع المدني أن يساعدنا على تحديد مكانهم".