اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبد الله بوصوف، أن العالم المعاصر يمر في هذه الفترة بمرحلة النزاعات والتطرف والكراهية. وأشاد بوصوف، في مائدة مستديرة نظمها المجلس، مساء الجمعة، على هامش فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بدور المغاربة في الخارج، مشيرا إلى أنهم ساهموا في الدفع بعجلة الاقتصاد والتنمية الديموغرافية، بعد الحرب العالمية الثانية، وأكد أن حضورهم بهذه المجتمعات مكن هاته البلدان من إعادة النظر في علاقتها وتعاملها مع المسلمين. وأوضح رئيس مجلس الجالية المغربية، الذي أدار هذا اللقاء، أن المغاربة قبل أن يتوجهوا إلى الخارج "كانوا يعيشون في دولة متعددة ومتميزة بالتنوع، كما لدينا تعدد لغوي وديني وثقافي". من جهته، قال خوسي مانويل سيفيرا، مدير "مؤسسة الثقافات الثلاث للمتوسط بإشبيلية"، "إننا نعيش في عالم متعدد، والتعددية ليست اختيارا، ولكنها واقع في عالم بثقافة معولمة"، مشيرا إلى أن التحدي المطروح هو "كيف ندير هذا التعدد في إطار ديمقراطي يسمح للجميع بالتعايش". وأوضح خوسي مانويل سيفيرا أن منطقة الأندلس بإسبانيا بحكم تاريخها "يمكن أن تكون أولى بالحديث عن موضوع الهجرة وفهمها بشكل خاص"، مشيرا إلى أن هذا الإقليم يعتبر "نتاجا لجميع هذه الثقافات، وهو ما يجعلنا نفهم جيدا معنى التعدد". خوسي مانويل سيفيرا كشف أن "المغرب من بين الدول القليلة في العالم التي ينص دستورها على التعدد والتنوع، وهو على غرار الأندلس، ويمكننا القيام بدور كبير في التدبير الديمقراطي لهذا التنوع"، مؤكدا أن "المغاربة والأندلسيين يمكنهم أن يساهموا في الإدارة العقلانية لهذا التعدد". ودعا مدير "مؤسسة الثقافات الثلاث للمتوسط بإشبيلية" إلى "الاشتغال في إطار احترام هوية كل الجماعات والأشخاص، الذين يعيشون في هذا المجتمع، ونبذ مجموعة من الأحداث التي تقع مثل كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا التي بدأت تأخذ طريقها للانتشار في مجموعة من الدول الأوروبية". وعرض خوسي مانويل سيفيرا تجربة إسبانيا في محاربة الإسلاموفوبيا، حيث أكد أنها عملت على إنشاء "مرصد للإسلاموفوبيا يعنى برصد كل الظواهر التي تصب في هذا الاتجاه، خصوصا في وسائل الإعلام". وأكد سيفيرا أن من "الظلم إدانة مجموعة بشرية بسبب أخطاء أو أفعال قام بها مسؤولون"، مضيفا أن "المجتمع الذي يدين جزءا آخر منه، يدين المجتمع بشكل عام".