بعد انقطاع الطرقات بسبب التساقطات الثلجية الأخيرة التي عمت مختلف المناطق الجبلية بالأطلسين الكبير والمتوسط، تمكنت الكاسحات من بلوغ دوار أنفكو التابع إراديا لإقليم ميدلت، بعدما أزاحت الثلوج الكثيفة المتهاطلة على الطريق منذ بداية الأسبوع المنصرم. وتمكنت الشاحنات المخصصة لفك العزلة عن الدواوير المحاصرة من الوصول إلى أنفكو أمس الخميس، بعدما استغرق الأمر 11 يوما لرفع الحصار عن الساكنة المعزولة عن العالم الخارجي. ورغم إشادة البعض بتدخلات السلطات المحلية لفك العزلة عن القرويين بجبال الأطلس، إلا أن البعض الآخر من النشطاء الفايسبوكيين استنكر وشجب، عبر تدويناتهم، تأخر تحرك السلطات المحلية والإقليمية منذ أول يوم لتساقط الثلوج بمداشر الإقليم. وفي هذا السياق، يقول مواطن من أنفكو في اتصال هاتفي بالجريدة، إنه "رغم وصول الكاسحات إلى الدوار بشق الأنفس وبعد جهد جهيد، إلا أن الطريق لا تزال تشكل خطرا على المسافرين الراغبين في الاتجاه صوب الجماعة القروية تونفيت للتبضع، لأن عجلات السيارات تنزلق، ما قد يسبب حوادث وحصْد ضحايا لا قدر الله، علاوة على أن الطريق إلى إملشيل لا تزال مقطوعة إلى حدود صباح الجمعة"، مؤكدا أن "مسافرين حجوا إلى تونفيت لشراء ما يلزم من المواد الأساسية، لكنهم علقوا عند عودتهم ولم يصلوا أنفكو إلا مع منتصف الليل". وفي ما لم تسجَّل وفيات في صفوف الأطفال ونفوق المواشي بأنفكو بسبب موجة البرد في الأيام الأخيرة، أردف المتحدث ذاته في التصريح نفسه مع "هسبريس"، أنهم ذاقوا معاناة لم يسبق لهم أن عانوها، "إذ انقطعت المياه وانقطع الكهرباء وشبكة الهاتف أيضا، والمؤونة على وشك الانقضاء أيضا هي وأعلاف الماشية"، وأكثر من ذلك، يقول المصدر، لم يسبق لأعينهم أن شاهدت ثلوجا بهذا السمك منذ عقود، وأن استمرار تساقطها ليل نهار عمق من معاناة الساكنة المحاصرة. وأضاف المصدر "من حسن حظ أبنائنا أن الدراسة معلقة بمختلف القرى والمناطق الجبلية حسب ما وصلنا من أصداء، وإلا فإنهم كانوا سيضطرون إلى التغيب عن قاعات المدرسة بسبب الانخفاض الشديد في درجة الحرارة وخوفنا على اختفاء أطفالنا في الخلاء". واتصلت "هسبريس" مرتين بسعيد أولباز، رئيس جماعة أنمزي، للسؤال عن أحوال الطرقات بالمنطقة، غير أن هاتفه ظل يرن دون رد، وأرسلنا له رسالة نصية لكن دون إجابة". وتجدر الإشارة إلى أن "أنفكو" عُرف إعلاميا بوفيات الأطفال في فصل الشتاء، وانفجرت القضية سنة 2007 لتتحول إلى مادة دسمة لمختلف المنابر الوطنية والعربية.