في الصورة "البولة الزرقا" أوحبة الفياغرا الشهيرة وفي الإطار "البولة التقليدية" "" تشير تقديرات الجمعية المغربية لوظائف الجهاز التناسلي وأمراضه، أن عدد حالات الضعف الجنسي في المغرب تبلغ 1.3 مليون رجل يفوق سنهم الأربعين سنة،و يذهب استطلاع للرأي إلى أن 54 في المائة من الرجال، الذين شملهم الاستطلاع، يعانون خللا في وظائفهم الجنسية. واحتل دواء الفياغرا مرتبة متقدمة ضمن الأدوية العشرة الأكثر رواجا في المغرب، وفق ما أعلنت عنه أخيرا مؤسسة الإعلام والإحصائيات في المجال الصحي، الواقع مقرها في جنيف بسويسرا. وتشتهر حبة الفياغرا في أوساط المغاربة باسم "البولة الزرقا" ، وبينما يفضل أوساط الدخل المحدود (البولة التقليدية) لمعالجة الضعف الجنسي فإن آخرين وبشواهد طبية يفضلون اقتناء حبة الفياغرا الزرقاء ب 135 درهما من الصيدليات المغربية ، ويقول حسن ذو السابعة والخمسين والذي اختار تقاعده من أربع سنوات أنه بدأ في التعاطي لحبة الفياغرا منذ أربع سنوات وشكلت بالنسبة له فرصة لإثبات فحولته الجنسية " الحبة الزرقا جعلتني في نظر زوجتي رجلا عوض أن أكون عتروسا" بينما يرى صديقه حميد المراكشي أن التعاطي للحبة الزرقاء يجب أن يكون مقرونا بوصفة طبية ، فهي تشكل خطرا على أصحاب القلوب الضعيفة ويتابع حميد " بالنسبة لي أملك قلب أسد وأحيانا آخذ حبة الفياغرا برفقة مشروبات كحولية ، اسألوا عني "..." في فندق "..." بالرباط ، جميع المومسات لا يستطعن المبيت معي ويفضلن المغادرة باكرا في آواخر الليل". وعلى النقيض من الصديقين حسن وحميد ، يقول عبد الغني صاكا وهو نادل في مقهى معروف بالرباط بأن الفياغرا مكلفة ماديا وهو ينصح المشتكين من الضعف الجنسي بزيارة الطبيب وأخذ عقار "زولطان" وهو في نظره بنفس مفعول الفياغرا وأقل تكلفة منه " ثلاث حبات زولطان بثمن حبة فياغرا واحدة" ويقول الدكتور مصطفى بنميمون، أخصائي في الطب الباطني ومدير العمليات الطبية بمختبرات فايزر المغرب، إن نتائج أول عملية إحصائية للضعف الجنسي أنجزت في أعقاب طرح دواء الفياغرا بالمغرب، همت 655 رجلا من فئة عمرية تفوق 25 سنة، كشفت أن 54 في المائة منهم يشتكون من الضعف الجنسي، المترتب عن عدة أمراض، منها السكري، وضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، إلى جانب المدمنين على الكحول والتدخين. وذكر الدكتور مصطفى بنميمون، أن هذه الدراسة أثبتت أن 30 في المائة من المصابين بالضعف الجنسي من الفئة المتراوحة أعمارهم ما بين 25 و30 سنة، يعانون الاكتئاب والإصابة في سن مبكرة بداء السكري، وأن 80 في المائة من المدمنين على الكحول، من الفئة العمرية ما بين 51 و60 سنة. أما المدخنون من الشريحة العمرية ذاتها، فبلغت نسبتهم 52.8 في المائة، والمدمون على مخدر القنب الهندي 57.6 في المائة. وأضاف بنميمون أن 94 في المائة من المصابين بداء السكري من هذه الفئة العمرية عاجزون جنسيا، إلى جانب 96.7 في المائة من الأشخاص الواقعين تحث تأثير الاكتئاب، و57 في المائة من الذين خضعوا لعملية جراحية على البروستاتا. وأكد أخصائيون في علاج الضعف الجنسي أن مبيعات الأدوية المستعملة في هذا المجال، لا تعكس حقيقة الاحتياج إليه، مؤكدين أنه لو أدرجت هذه الأدوية ضمن لائحة ما يجري التعويض عليه، من قبل الضمان الاجتماعي، لكانت الأرقام أكثر بكثير مما هي عليه الآن، وأشار بنميمون إلى أن علاج العجز الجنسي كان يمارس قبل ظهور هذه البدائل، بالطريقة التقليدية، أي عن طريق الحقن في مواقع محددة من الجسم، وهو ما كان يجعله صعبا وعسيرا للغاية، وعقب هذه المرحلة لم يعد الأمر من الطابوهات.وذكر بنميمون أن الحبة الزرقاء "الفياغرا" طرحت بالمغرب سنتين بعد ظهورها أول مرة في أميركا سنة 1998، أي قبل عرضها بفرنسا، في حين أن أدوية"سياليس"و"لوفترا"، المماثلة التأثير، ولجت إلى المغرب منذ أربع سنوات.