يعيش سكان منطقة أوزيغيمت، التابعة للنفوذ الترابي لجماعة أغيل أمكون بإقليم تنغير، حصارا بسبب الثلوج التي تهاطلت في الأيام الماضية والليلة الماضية على سلسلة الجبال المحيطة بها، والتي أفضت إلى عزل دواوير بأكملها عن محيطها الخارجي. وفي هذا السياق أكد سعيد عمي، رئيس جمعية إكرامن افلافن للتنمية، بأوزيغيمت، أن المحورين الطرقيين الرابطين بين أوزيغيمت وأغيل نمكون، وبين أوزيغيمت وأزيلال، مقطوعان منذ أسبوعين، مشيرا إلى أن قاطني منطقة أوزيغيمت بدواويرها التسعة يعيشون لأسبوعين متتاليين في عزلة شبه تامة. وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن السكان عبروا عن تذمرهم مما يعيشونه بسبب الحصار الثلجي، وشددوا على كونهم يعانون نقصا حادا في وسائل التدفئة، مع نفاد المؤونة، مطالبا عامل إقليم تنغير والمنتخبين والمديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل بالتدخل العاجل من أجل إزاحة الثلوج عن المسلك الطرقي المؤدي إلى اغيل نمكون، والذي يعتبر المنفذ الوحيد، والعمل على فك العزلة عنها. وذكر المتحدث ذاته أن المؤسسات التعليمية بمنطقة أوزيغيمت توقفت عن العمل بسبب موجة البرد القارس المصحوبة بتساقطات ثلجية مهمة، وانقطاع الطريق في وجه الأساتذة الذين كانوا في عطلة، مستنكرا غياب تدخل السلطات المعنية لفك العزلة عن الساكنة، وما وصفه ب"الأسلوب البارد الذي تتعامل به السلطات الإقليمية والمنتخبون مع ساكنة المناطق النائية في مثل هذه الحالات"، ومحملا تلك الجهات كامل المسؤولية عن معاناة الساكنة "التي تئن تحت رحمة البرد القارس"، وفق تعبيره. من جهته أكد إبراهيم تخشي، نائب رئيس مجموعة الجماعات الواحة، أن الأخيرة، وبتنسيق مع السلطات الإقليمية، سخرت آلية لفتح طريق أوزيغيمت أمام حركة المرور، من أجل تسهيل تنقل المواطنين لقضاء أغراضهم والتسوق، موضحا أن مجموعة الجماعات سخرت كل ما لديها من آليات بمجموعة من الطرق المقطوعة، وعملت على إعادة حركة المرور إليها. في المقابل، أوضح حسن مرموش، فاعل جمعوي بمنطقة أوزيغيمت، أن آلية واحدة لا يمكنها إزاحة الثلوج عن طريق أوزيغيمت، مشيرا إلى أن سمك الثلوج بالمنطقة بلغ في بعض المناطق ثلاثة أمتار ونصف، ومؤكدا أن أغلب العائلات بالمنطقة تعيش هذه الأيام بدون مؤونة، مع نفاد حطب التدفئة، ومشددا على ضرورة التدخل في أقرب الآجال أو إعلان المنطقة منكوبة ومحاصرة، لعل السلطات المركزية أن تتدخل لإنقاذ سكانها من شبح الموت.